وشاء الاصطفاء الالهي أن يكون (يعقوب) أو (إسرائيل) هو النبي ومن ذريته الاسباط وامة من أنبياء بني إسرائيل ، فكانت ملحمة جهاد ودعوة صنعها أبناء يعقوب وذريته وغيرهم مع شعب إسرائيل ، وشاء الله أن يكون الصراع مريرا فيما بعد بين أبناء إسماعيل بقيادة رسول الله الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وبني إسرائيل ، فيكونوا هم الفئة الضالة التي حرفت التوراة والانجيل وقاومت دعوة الإسلام وكادت لها على مر العصور ، إلى أن انتهى أمر الصراع إلى عصرنا الحاضر بين اليهود والمسلمين ، وسيحسم إن شاء الله على يد طلائع الهدى والأيمان وحملة الدعوة إلى رسالة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وسنأتي لدراستها إن شاء الله في كتاباتنا القادمة .
ولد لاسحاق ولدان هما : العيص ولقد كان قوي الشكيمة يمتاز بالخشونة والعنف صيادا ماهرا .. ويعقوب وكان هادئا متزنا ، يحمل روح النبوة وأخلاقها .
وتوفيت سارة رفيقة الخليل وصاحبته في الدعوة والهجرة والجهاد في بلاد الشام، وقد بلغت من العمر مائة وسبعا وعشرين سنة ، فتزوج الخليل بعدها بامرأة من الكنعانيين اسمها ( قطورا ) ابنة يقطن ، فرزق منها ستة أولاد فأصبح عدد ولده مع إسحاق وإسماعيل ثمانية ، فأتم الله عليه نعمة الولد والنبوة والإمامة وتوفاه الله ، وكانت وفاته في بلاد الشام، أرض هجرته ومنطلق تحركه، عن عمر يبلغ مائة وخمسا وتسعين سنة، ودفن على بعد ثمانية عشر ميلا من بيت المقدس (64) (وهي مدينة الخليل) .
أما إسحاق (عليه السلام) فقد ذكر المؤرخون أنه فقد بصره ، وأن خلافا وصراعا وقع بين ولديه العيص ويعقوب . حتى أن يعقوب أعطى العيص عشر غنمه؛ لكي يأمن سطوته وقسوته .
Page 61