وبالتأمل في حديث القرآن عن الأنبياء تراه يعرضهم كقادة وأئمة وطلائع وطلائع للبشرية، وأئمة وعلى مستوى رفيع من العقل والخلق والسلوك القويم، فيثبت في الأذهان أنه لا يصح أن يقود البشرية ويتولى شؤونها ويمارس سياستها وتربيتها إلا من اتصف بخلق النبيين واستضاء بنور مبادئهم .
فالاصطفاء والاختيار وإيتاء النبوة والحكم الذي تحدث عنه القرآن لنماذج فريدة من بني الإنسان، ووضعهم في موضع القيادة دون غيرهم، ليوضح ويصرح بصفات القائد والامام الذي يقود البشرية ويهديها سواء السبيل ، لذا جعل إبراهيم إماما للبشرية ، ولذا كانت الامامة في ذريته ممن لم يقترفوا ظلما ولم يمارسوا فسادا :
(... قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) . ( البقرة / 124 )
حتى انتهت إلى رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الاطهار من خلال إسماعيل (أخي إسحاق) وذرية إسماعيل التي شاء الله أن تتألق في نجم النبي الهادي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) .
خاتمة
وعد الله إبراهيم بأن يجعل في ذريته النبوة وأن يبارك عليه وعلى ولديه إسماعيل
وإسحاق وأن يجعل من امتدادهما هذه الذرية الموعودة .
فتزوج إسماعيل زوجته الجرهمية في بلاد الحجاز، فأنجب امة العرب المستعربة التي أنجبت خاتم الرسل محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وتزوج إسحاق بن إبراهيم ب (رفقا بنت بتويل) في حياة أبيه إبراهيم أيضا ، وشاء الله ألا يرزق إسحاق بولد إلا بعد أن يبلغ الستين من عمره ، فيهبه الله ولدين توأمين هما ( العيص ويعقوب ) ، وكان لكل منهما صفاته وخصائصه النفسية والجسدية الخاصة .
Page 60