إسحاق (عليه السلام) على لسان الوحي
تحدث القرآن الكريم عن إسحاق كما تحدث عن إبراهيم ولوط ، وعرض علينا ملامح مرحلة تاريخية ، غنية بالتجارب والعبر ، تجسدت بكامل أبعادها على أرض الشام، فصلتها الأبحاث والدراسات التاريخية والتحريات الأثرية التي أثبتت أن تلك المناطق من بلاد الشام كانت الارض التي جرت عليها ملاحم جهاد إبراهيم ولوط وإسحاق ودعوتهم، وكفاحهم من أجل إنقاذ الإنسان وإصلاحه ، وبناء مجتمع وحضارة توحيدية يعيش الإنسان في ظلالها حياة الأمن والاستقرار والاستقامة، كما ذكر المؤرخون الحروب التي وقعت بين الآشوريين والسدوميين، وانتصار إبراهيم (عليه السلام) للوط وخوضه معركة حامية إلى جانب لوط (عليه السلام) ضد الآشوريين ، وتحقيق النصر بعدد قليل من أصحابه وغلمانه وعبيده لا يتجاوز الثلاثمائة وثلاثة عشر في هجوم مباغت وفعال ضد الاشوريين (62)، كما ذكرت الدراسات والتحريات الاثرية أن أرض البحر الميت في الاردن موطن قوم لوط كانت منطقة أهوال طبيعية ، تعرضت للزلازل والهزات والكوارث كما وصفها القرآن الكريم بقوله :
(إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ).
( العنكبوت / 34 )
وذكر لنا القرآن أن هذه الارض (63) كانت يوما ما أرض مدنية غنية ، وحياة اجتماعية .. فتحدث عن الثراء والغنى والخصب وتطور الحياة المدنية فيها ، بوصف موجز رائع يمكن تحليله واستنتاج أفكاره ، كما تحدث أيضا عن فساد هذه القرى وانحرافها بقوله :
Page 57