Ismaël et Isaac
إسماعيل وإسحاق
Genres
وهكذا يرفع إسماعيل يديه بالدعاء إلى جنب أبيه الخليل ويتضرع بخشوع لله الأحد أن يتقبل الله العمل الصالح وأن يريهما مناسكهما وأن يفتح الله لهما طريق الهداية والإسلام ، وأن يجعل من ذريتهما امة مسلمة لله توحده وتعمل برسالته ، وتحمل دعوة الهدى والخير للبشرية كافة ويشتد شوقهما لامتداد نور النبوة ، وخلود رسالة الهدى والرشاد واستمرار شريعة الله ، كي ينعم الإنسان بالخير والسلام ، ويعيش في ظلال العدل والأمن والاستقرار ، ويحيا حياة الطهر والكرامة ، فيدعوان للأجيال القادمة ولامتداد البشرية ، بقلب النبوة الكبير الذي يفيض على الإنسان حبا وحنانا وعناية ، يدعوان أن يبعث الله فيهم رسولا ليطهرهم ويعلمهم الحكمة والهداية وطريق الحياة السعيدة: (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ). ( البقرة / 129 ) ويستجيب الله نداءهما ، ويبعث في أهل مكة ، من أبناء إسماعيل محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) ويأتي الجواب لدعائهما واضحا بقوله تعالى : (هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ).( الجمعة / 2 )
ويوضح الرسول الكريم هذه الحقيقة الكامنة في طي الغيب فيقول: « أنا دعوة أبي إبراهيم » .
ويصدع إسماعيل النبي بدعوته ويبشر برسالته نبيا ورسولا للعرب : جرهم والعماليق وأهل اليمن ، ويبني امة وجيلا مسلما حنيفيا ، وحين شعر إسماعيل بدنو الأجل ، وفترة الفراق أوصى لأخيه إسحاق وطلب أن تزوج ابنته (نسمة) لابن أخيه (العيص) بن إسحاق ، فنفذ إسحاق الوصية ، وزوج ابنة أخيه لولده العيص .
اختار الله نبيه إسماعيل والتحق بالرفيق الأعلى بعد أن عاش عمر النبوة الخصب الفياض بالعلم والعمل والهداية مدة «137» سنة، وكانت وفاته بعد وفاة أبيه - على ما نقل المؤرخون - ب «48» عاما ، ودفن بالحجر إلى جوار امه ، حيث هوى فؤاده وانصبت حياته وخلد ذكره ، واستمرت امة الخليل على دين إسماعيل امة مسلمة موحدة حتى أدخلت خزاعة الخرافة والوثنية ، وشوهت عقيدة التوحيد ومنهاجها القويم في الحياة .
Page 50