Conférences sur Ismacil Sabri
محاضرات عن إسماعيل صبري
Genres
وأعين أربع تبكي عليك أسى
ومن بكاء الثكالى السيل والمطر
قد كنت ريحانة في البيت واحدة
يروح فيه ويغدو نفحها العطر
ما كان عيشك في الأحياء مختصرا
إلا كما عاش في أكمامه الزهر
فارحل تشيعك الأرواح جازعة
في ذمة القبر بعد الله يا عمر
ولعل تحرر إسماعيل صبري من الانفعالات العنيفة هو الذي سمح لشاعريته بأن تصدر أحيانا عن روح دعابة لاذعة يسميها الأوروبيون «بالهيومر»، ويرون فيها ميزة لكبار الأدباء، وهي روح لا تتفق مع الانفعال العنيف، ولا مع السخرية الدامية، أو التهكم القاسي، أو الهجاء الموجع والسخط العاتي، بل تنفذ إلى أغراضها بروح دعابة لاذعة رقيقة دقيقة، تظهر المفارقات، وقد تعبث بالأوضاع أو تقلبها. ومن أمثال ذلك مقطوعاته الصغيرة التي كتبها عندما استقالت نظارة مصطفى فهمي باشا سنة 1908، وقد نشرها ممضاة باسم بنتامور، وهو الشاعر المصري القديم، وفيها يعبر عن طريق الفكاهة المعكوسة عن سخط الشعب على تلك الوزارة المعمرة التي عبثت بالوطن والمواطنين وقضاياهم، وصانعت المستعمر، وراحت بغضب الشعب وسخطه البالغ.
ولنكتف من تلك المقطوعات بما قاله على لسان مصطفى فهمي (ص248 من الديوان):
Page inconnue