Ismail Asim dans le cortège de la vie et de la littérature
إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب
Genres
2
وأمام هذا الواقع المسرحي، تبنى رائدنا فكرة إنشاء المسرح المحلي، القائم على التأليف الصرف من واقع الحياة الاجتماعية المصرية، من خلال مؤلف مصري؛ كي يعالج به مشاكل المجتمع، ويعبر من خلاله عن آلامه وآماله؛ ليصبح هذا المسرح درسا للشباب وعبرة للأسر المصرية، ومن أقواله المشهورة في هذا الشأن: «إن الرواية المسرحية إن لم تكن لنصر فضيلة أو محاربة رذيلة فلا خير فيها.»
3
وبناء على هذا القول، أو هذا المبدأ، ألف عاصم ثلاث مسرحيات، هي كل إنتاجه في مجال التأليف المسرحي، وهي: «هناء المحبين» عام 1893، و«حسن العواقب» عام 1894، و«صدق الإخاء» عام 1895. «وكان إسماعيل عاصم أول أولاد الذوات والأعيان الذين اشتغلوا بالتمثيل، فمثل في رواياته هو وولده علي عاصم بك المحامي، وكان سمو الخديوي يدعوه بملابسه المسرحية في دار الأوبرا إلى الشرفة الخديوية ويهنئه ويشمله بعطفه ... وكانت دار الأوبرا تغص بجميع الشخصيات العظيمة عند تمثيل رواياته من أمراء إلى وزراء وعظماء ... وكان يتولى بنفسه إخراج الروايات وتدريب الممثلين في داره، وينفق من جيبه على المناظر والملابس ثم يتركها للممثلين ... وكانت له امتيازات خاصة في دار الأوبرا وفي جميع المسارح المصرية؛ فقد كان يحجز له لوج خاص باسمه لا يمكن أن يجلس فيه أحد إلا بإذنه، وإذا لم يحضر التمثيل يظل خاليا.»
4
وقبل أن نتعرض لمسرحيات هذا الرائد بشيء من التفصيل، يجب أن نتوقف قليلا عند سؤال مهم، وهو: هل إسماعيل عاصم أول مؤلف مسرحي مصري ...؟! والإجابة على هذا السؤال تتطلب الفحص والتنقيب عن التآليف المسرحية من قبل المصريين قبل عام 1893، ورغم صعوبة ووعورة مسالك هذا الأمر، إلا أننا قمنا به. مع الأخذ في الاعتبار إبعاد كل التآليف المسرحية من قبل المؤلفين الشوام.
فمن المعروف أن يعقوب صنوع هو أول مصري خاض مجال الكتابة المسرحية عام 1870، وكما قيل إنه ترك لنا ما يقرب من اثنين وثلاثين مسرحية
5
خلال عامين فقط، هما عمر نشاطه المسرحي في مصر، لم يصلنا منها إلا ست مسرحيات،
6
Page inconnue