Ismail Asim dans le cortège de la vie et de la littérature
إسماعيل عاصم في موكب الحياة والأدب
Genres
فقلت: «سيدي آصف» ورب الكعبة، فقال أنا ما ذكرت. فهبطت إلى الأرض لأقبل قدميه. فقال: مه يا هدهد. فسلمت عليه، فرد بأحسن تحية. وبعد أن تذاكرنا أيام أنسنا وطيب أوقات اجتماعنا في عهد سيدنا سليمان، وما كان عليه المشرق من النضارة والعمران، وسعادة المكين والمكان.
قال لي: ما الذي جاء بك إلى هذه الأودية المجدبة وهي الآن ليست مرتعا للطيور الأوانس كما كنت تعدها من قبل؟ فهلا قصدت المغرب جنة الدهر في هذا العصر؛ فإنه صار محط رحال العوارف والمعارف، ومركز دائرة الوفود من كل طارف وأطارف.
فقلت: وكيف كان ذلك يا سيدي؟ فقال: يا هدهد لا تسألني عن أحوال الأرض وبني الإنسان؛ فإني منذ فارقتهم بعد سيدنا سليمان لزمت الوحدة، وألفت العزلة، وعملت لما هو آت، وما سألقاه بعد الممات؛ فإن أمامنا يوما تشخص فيه الأبصار، وتنعدم الأنصار، وتجد كل نفس فيه ما أودعت، وتذهل كل مرضعة عما أرضعت. يوم يعض الظالم على يديه ويسكب المفرط دم قلبه من عينيه، يوم يفر الحميم من الحميم، وكلهم خائف من عذاب الحميم، إلا من أتى الله بقلب سليم.
ماذا جوابك يوم الفصل حين ترى
جميع ما كسبته النفس مسطورا
أفاض أنعمه المولى عليك ولم
تشكره بل رحت بالكفران مسرورا
نهاك دينك عن فعل القبيح وما ان
تهيت بل صرت بالعصيان مشهورا
أطعت نفسك لم تكبح غوايتها
Page inconnue