التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية

Muhammad Munir Morsi d. Unknown
59

التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية

التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية

Maison d'édition

عالم الكتب

Numéro d'édition

طبعة مزيدة ومنقحة ١٤٢٥هـ/ ٢٠٠٥م

Genres

التكسب واجب: قال عمر بن الخطاب ﵁: لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق يقول ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة. وقد حثنا الله على الكسب. قال تعالى ﴿وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾ . وقال ﷺ: "من الذنوب ذنوب لا يكفرها إلا الهم في طلب المعيشة". وقال ﷺ: "إن الله يحب العبد يتخذ المهنة ليستغنى بها عن الناس". وقال ﷺ: "عليكم بالتجارة فإن فيها تسعة أعشار الرزق" وقال لقمان الحكيم لابنه: يا بني استعن بالكسب الحلال عن الفقر فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال: رقة في دينه، وضعف في عقله، وذهاب مروءته. وأعظم من هذه الثلاث استخفاف الناس به. يعد تكسب الإنسان لمعيشته في الحياة الدنيا من المباحات في الشرع لكنه واجب عليه، ولهذا ذم من يدعي التصوف فيتعطل عن المكاسب. وقد استحسن النبي ﷺ من وفد عبد قيس لما سألهم: "ما المروءة؟ " فقالوا: العفة والحرفة. "الراغب الأصفهاني: الذريعة إلى مكارم الشريعة ص٢٦٧". وقد جعل الله الرزق على قدر العمل. ولهذا قال ﵊: "من رضي من الله بقليل من الرزق ﵁ بقليل العمل". ويقول الراغب الأصفهاني في تفصيل النشأتين "ص١١٢، ١١٣" إن الناس خلقوا على اختلاف في أجسامهم وقواهم وهممهم ليكون كل ميسرا لما خلق له أي إلى صنعة معينة. ويرد محقق الكتاب الدكتور عبد المجيد النجار على هذا القول بأن هذه المقدمة نفسها غير مسلم بها. فهل الأجسام والقوى هي السابقة في الخلقة على الاختصاص بالصناعات التي تناسبها أم أنها نتيجة لاحقة للصنعة نفسها؟ إن الملاحظ بالعيان أن الصنعة المعينة تكسب محترفها من الصفات البدنية بل والنفسية ما كان خلوا منه قبل تعاطيه إياها، ومن هنا فإن القول بأن اختصاص الناس بصنائعهم أمر توفيقي طبيعي يفضي إلى سلب الاختيار وثبوت ضرب من الحتمية الاجتماعية يكون قولا غير مسلم به بل لعله يكون ضعيفا. واختلاف الناس في

1 / 59