الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم

Abdur Rahman Habannakah Al-Maydani d. 1425 AH
122

الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم

الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم

Maison d'édition

دار القلم

Numéro d'édition

الأولى المستكملة لعناصر خطة الكتاب ١٤١٨هـ

Année de publication

١٩٩٨م

Lieu d'édition

دمشق

Genres

وجاء هذا النص عقب الحديث عن المخلفين الذين تخلفوا عن الخروج مع المسلمين إلى قتال عدوهم. ومن مراعاة الإسلام الأحوال الخاصة التي تستدعي التخفيف من حزم الأحكام الشرعية مراعاته أحوال القواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحًا، وذلك في السماح لهن بوضع ثيابهن التي يتحجبن بها عن الرجال الأجانب، غير متبرجات بزينة، قال الله تعالى في سورة "النور: ٢٤ مصحف/ ١٠٢ نزول": ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ . ومنها مراعاته أحوال المرضى والمسافرين والشيوخ الهرمين في إباحة الفطر لهم في شهر رمضان، ومراعاته أحوال المسافرين أيضًا في قصر الصلاة الرباعية وجعلها صلاة ثنائية، ومراعاته أحوال المرضى والمسافرين كذلك في إباحة التيمم بدل الوضوء، قال الله تعالى في سورة "البقرة: ٢ مصحف/ ٨٧ نزول": ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ . ففي هذا النص القرآني يتبين لنا كيف راعى الله أحوال المرضى والمسافرين والهرمين فأذن لهم بالفطر في شهر رمضان، ولكنه كلف المرضى والمسافرين القضاء، وجعل على الذين لا يقدرون على الصوم لأمر ملازم لهم تقديم فدية، وهي إطعام مسكين عن كل يوم. وقال تعالى في سورة "النساء: ٤ مصحف/ ٩٢ نزول": ﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ . وفي هذا النص يتبين كيف راعى الله أحوال المسافرين أيضًا، فجعل لهم

1 / 144