الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم

Abdur Rahman Habannakah Al-Maydani d. 1425 AH
49

الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم

الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم

Maison d'édition

دار القلم

Numéro d'édition

الأولى المستكملة لعناصر خطة الكتاب ١٤١٨هـ

Année de publication

١٩٩٨م

Lieu d'édition

دمشق

Genres

ويقابلها تمامًا أنواع النقص في حدود هذه المجالات الإنسانية. وشرح هذه الأنواع وتفصيلها فيما يلي: أولًا: الكمال الفكري ويكون الكمال الفكري بالعلم والمعرفة، وطريقة الأخذ بوسائلهما، ويكون الترقي في سلم هذا الكمال بمقدار الترقي في درجات العلم والمعرفة، ولما كان الترقي في سلم هذا الكمال من أهم ما يكسبه الإنسان من خير، حث الله رسوله عليه وقال له في سورة "طه: ٢٠ مصحف/ ٤٥ نزول": ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ . ولما كان أفق هذا الكمال أوسع من قدرة الإنسان على استيعابه، قال الله ﷿ مخاطبًا الناس جميعًا في سورة "الإسراء: ١٧ مصحف/ ٥٠ نزول": ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا﴾ . وقال في سورة "يوسف: ١٢ مصحف/ ٥٣ نزول": ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ . ومجال الحديث عن حث الإسلام على اكتساب المعارف والعلوم مجال واسع جدًّا والنصوص فيه بالغة الكثرة، وحسبنا في هذا المقام الإلماح اليسير إلى ذلك. ومما لا ريب فيه أن الكمال الفكري خير مطلق بحد ذاته، وأن الترقي في مراتب هذا الكمال ترق في مراتب الخير. فالسلوك الذي يمارسه الإنسان فيقضي به إلى الترقي في مراتب الكمال الفكري عمل من أعمال الخير التي يأمر بها الإسلام. لذلك فهو أساس من أسس الحضارة الإسلامية. وأهم المعارف التي تُرقي الإنسان في سلم الكمال الفكري معرفة الله جل

1 / 68