L'Islam et la civilisation arabe
الإسلام والحضارة العربية
Genres
13
إلى صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، لما قتل مقاتلة أهل لبنان، وأجلى بعضهم لما خرجوا على الخليفة: «وقد كان من إجلاء أهل الذمة من جبل لبنان ممن لم يكن ممالئا لمن خرج على خروجه، ممن قتلت بعضهم، ورددت باقيهم إلى قراهم ما قد علمت، فكيف تؤخذ عامة بذنوب خاصة حتى يخرجوا من ديارهم وأموالهم، وحكم الله تعالى أن لا تزر وازرة وزر أخرى، وهو أحق ما وقف عنده واقتدى به، وأحق الوصايا أن تحفظ وترعى وصية رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فإنه قال: من ظلم معاهدا وكلفه فوق طاقته فأنا حجيجه.»
14
قال الجاحظ في معرض كلامه على أن المسلمين كانوا أعطف على النصارى من اليهود: إنهم نافسوا المسلمين في لباسهم ومركوبهم وألعابهم، وتسموا بالحسن والحسين والعباس والفضل وعلي واكتنوا بذلك أجمع ... فرغب إليهم المسلمون وترك كثير منهم عقد الزنانير، وعقدها آخرون دون ثيابهم، وامتنع كثير من كبرائهم من إعطاء الجزية، وأنفوا مع اقتدارهم من دفعها، وسبوا من سبهم، وضربوا من ضربهم، وما لهم لا يفعلون ذلك وأكثر منه، وقضاتنا وعامتهم يرون أن دم الجاثليق
15
والمطران والأسقف وفاء
16
بدم جعفر وعلي والعباس وحمزة، قال: وكان منهم كتاب السلاطين وفراشو الملوك وأطباء الأشراف، ولم يكن اليهودي إلا صباغا أو دباغا أو حجاما أو قصابا أو شعابا.
Page inconnue