L'Islam et la civilisation arabe
الإسلام والحضارة العربية
Genres
17
ومن أعظم البلاء في القضاء على الخلافة العباسية بدار السلام أن الرافضة عاونوا
18
هولاكو على المسلمين، لما جاء إلى خراسان والعراق والشام، كما كانوا عاونوا جده جنكيز قال ابن تيمية: وكان العلقمي وزير الخليفة منهم فلم يزل يمكر بالخليفة والمسلمين ويسعى في قطع أرزاق عسكر المسلمين وضعفهم وينهى العامة عن قتالهم، ويكيد أنواعا من الكيد حتى دخلوا فقتلوا من المسلمين ما يقال إنه بضعة عشر ألف ألف إنسان أو أكثر أو أقل، ولم ير في الإسلام ملحمة مثل ملحمة الترك الكفار المسمين بالتتر. ا.ه.
وجاء في آخر القرن السابع (699) غازان التتري يفتح الشام ، وكان أسلم قبيل توليه ملك الإيلخانية في تبريز، فخرب وأحرق وقتل وصادر وعذب على استخراج المال وأحرق قسما مهما من دمشق، منها بعض أمهات مدارسها وجوامعها، وأخذ من دمشق ثلاثة آلاف ألف دينار وستمائة ألف دينار سوى التراسيم والبراطيل والاستخراج لغيره من الأمراء والوزراء، وحجته في حرب أمراء مصر والشام أنهم خارجون من طريق الدين ليس لهم وفاء ولا زمام، يجورون على الرعية ويمدون أيديهم العادية إلى حريمهم وأموالهم.
وآغار تيمورلنك التتري أوائل القرن التاسع، يصفي حسابات التخريب في ممالك الإسلام؛ فأخرب مدنا في طريقه إلى الشام، ومن أهم ما أخرب مدينة بغداد (803)؛ فذبح أهلها ودك معالمها، وخربت بيوت الناس والدور العامة. وخرب أيضا ثلث دمشق وبعض حلب، وقضى فيهما على المدارس والجوامع وخزائن الكتب، وكانت دمشق أغنى مدينة في العالم فضرب عليها غرامة عظيمة أفقرتها، وكان قبل أن يلقي النار يستصفي لنفسه وقواده وجنده ما راقهم من العروض والأموال، ثم ارتحل عن دمشق يحمل منها أصحاب الحرف والصنائع
19
وأرباب الفضائل، وقد أخذ وجماعته من نفائس الأموال فوق طاقتهم، فجعلوا يطرحون ذلك في الدروب والمنازل؛ وذلك لكثرة الحمل وقلة الحوامل، وأصبحت القفار والبراري والجبال من الأمتعة والأقمشة كأنها سوق الدهشة،
20
وكأن الأرض فتحت خزائنها، وأظهرت من المعادن والفلزات
Page inconnue