L'Islam et la civilisation arabe
الإسلام والحضارة العربية
Genres
كلام على الأندلس وفتحها
أطلقت
1
العرب على الأندلس اسم الجزيرة من باب التغليب، كما أطلقت اسم الجزيرة على شبه جزيرة العرب؛ وذلك لأن الأندلس متصلة من أقصى الشمال بجبال البرينات أو الثنايا ، وحدها عندهم مسيرة ثلاثين يوما طولا، وزهاء عشرين يوما عرضا، يطوقها البحران الظلمات والمتوسط من أطرافها الثلاثة إلا من شمالها الشرقي، ولا تعرف مساحة الأندلس على التحقيق أيام الحكم العربي، وغاية ما يقال: إن بلاد البرتقال داخلة في الأندلس وكذلك برشلونة في الشرق، ولم يبق من شبه جزيرة إيبريا أو إسبانيا والبرتقال اليوم أرض لم يصل إليها حكم العرب سوى بلاد ضئيلة وعرة من الشمال، كانت تطلق عليها العرب اسم بلاد الجلالقة وآشتوريا، أو جبال قرقشونة وجبال بنبلونة وصخرة جليقية.
فالعرب ملكوا إذا معظم شبه جزيرة إيبريا سنة 92ه على يد موسى بن نصير وطارق بن زياد، وتقدم طارق بن زياد البربري من بر العدوة
2
في اثني عشر ألف فارس من البربر وبعض العرب صيرها عسكرين قاد أحدهما بنفسه ونزل به جبل الفتح
3
فسمي جبل طارق به إلى اليوم، وقاد الآخر طريف بن مالك النخعي ونزل بمكان مدينة طريف فسمي به إلى اليوم، وقيل: إن طارقا أحرق السفن التي حملت جيشه في هذا الزقاق بين العدوتين، وخطب جيشه لما أطل عليه جيش صاحب طليطلة، فمما قال: أيها الناس
4
Page inconnue