L'Islam au XXe siècle : son présent et son futur
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
Genres
وتكررت الظاهرة في المغرب؛ حيث كان المنهزمون من قبائل البربر التي لم تعرف في تاريخها القديم غير الخشونة والقتال، وكان تكرارها في مواطن شتى دليلا على أن القوة التي انتصر بها دعاة الإسلام لم تنبعث فيهم من خشونة البادية العربية، ولا من هوان شأن العجم على العرب، ولا حاجة إلى قول قائل: إنها لم تنبعث من بأس الملك ولا من عدة السلاح.
فلا مناص إذن من الرجوع بها إلى السبب الذي اتفق عليه المؤرخون أو كادوا بعد التعلل لها بجميع الأسباب.
لا مناص إذن من الرجوع بها إلى العقيدة التي حفزت أولئك المجاهدين على اختلاف الأقوام والأزمان.
غير أن الرجوع بها إلى العقيدة لا يختم المطاف، ولا يغني عن مزية في هذه العقيدة تمتاز بها بين العقائد الكثيرة التي سبقتها أو لحقت بها، ولم تنبعث منها قوة كهذه القوة، ولا ظاهرة كهذه الظاهرة بعد تجريدها من العوامل الأخرى.
فما كانت جيوش الروم ولا جيوش الفرس خلوا من عقيدة يؤمنون بها ويقبلون على الموت في سبيلها، وما كانت قبائل الهند أو آسيا الوسطى تجهل الدين أو تهمله في معيشتها اليومية فضلا عن المراسم التي تصحب المتدين من مولده ولا تفارقه مدى الحياة.
أيقال إنها دفعة الدين الجديد ميزت عقيدة الإسلام على سائر العقائد في ذلك التنازع بين الدول والأديان؟
إن دفعة الدين الجديد ولا شك سبب لا يهمل في هذا المقام، وقد يسبق إلى الخاطر لتفسير قوة الدعوة في القرن السابع للميلاد وفي القرن الثاني عشر يوم كان القائمون بالدعوة في آسيا الوسطى أقواما من الأفغان والترك دخلوا حديثا في الدين.
لكن كم عقيدة جديدة صنعت مثل هذا الصنيع؟ وكم ظاهرة كهذه الظاهرة تكررت في تواريخ الدول والأديان؟
الفصل الثاني
وقوة صامدة
Page inconnue