L'Islam au XXe siècle : son présent et son futur
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
Genres
هذه الفترة من الثقة العمياء لم تخل من فائدتها في المقاومة والأمل، في التبديل وفي عدل الله بين عباده، ولم تكد تبلغ أقصى مداها من الأضرار حتى جاءت بعدها نكبة الاستعمار بنقيض العبرة من دروس الحروب الصليبية؛ لأنها شككت المسلمين في كفايتهم واستغنائهم، وشككتهم في رجحانهم وغلبتهم، وقام بين المسلمين من يقول لهم: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإن الغربيين نجحوا وتقدموا؛ لأنهم أخذوا بالوصايا والأحكام التي كان المسلمون أولى بها لو عقلوا وصايا الدين وأحكامه.
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون [البقرة: 216].
فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا [النساء: 19].
نعم، وفي اصطدام الشرق الإسلامي مرتين بالقارة الأوروبية مصداق لهذه الآيات البينات.
إنه سلم من الحروب الصليبية فاكتفى وقنع وغفل عما يحتاج إليه، وانهزم في وجه الاستعمار فعرف حاجته وتيقظ لنقصه، واستقام على النهج الذي لا غنى له عن الاستقامة عليه، وعادت به البأساء إلى «العقيدة الشاملة» التي ميزته بين عقائد الأديان، فهو في مده اليوم عند منتصف القرن العشرين فإن لم يبلغ من مده اليوم ما يرجوه فقد ترك المرحلة التي انتهى فيها إلى جزره في أوائل القرن التاسع عشر، وما في ذلك من خلاف. (2) المسلمون
بدأ القرن التاسع عشر وفي العالم من المسلمين نحو ثلاثمائة مليون، وانتهى وعددهم حوالي أربعمائة مليون، موزعين بين آسيا وأفريقيا، وقليل منهم في أوروبا لا يزيدون على خمسة عشر مليونا بين البلقان والقرم وألبانيا واليونان وقبرص ورودس وبلاد البشناق وبولونيا وشواطئ بحر البلطيق في لتوانيا وفنلندا وما جاورها.
ويؤخذ من الإحصائيات الأخيرة أن عدد المسلمين في دولتي الهند يقارب تسعين مليونا، وأنهم يبلغون في جزر السوند الكبرى وجزر السوند الصغرى وجزر الملوك التي تدخل في دولة إندونيسيا نيفا وسبعين مليونا، ويختلف المقدرون لعددهم في الصين من خمسة ملايين إلى مائة مليون، فتقويم جوثا يقدرهم بثلاثين مليونا، وجلال نوري بك صاحب كتاب (اتحاد المسلمين) يقدرهم في داخل الحدود الصينية وفي منشورية وأنام وسيام والهند الصينية وفي الجزر التابعة لإنجلترا من أرخبيل ملقا بنحو ستين مليونا، أما إحصاءات بعثات التبشير فهي تقدرهم تارة بثلاثة ملايين وتارة أخرى بخمسة ملايين في داخل حدود الصين، ويرتفع الرحالة عبد الرشيد إبراهيم بعددهم إلى مائة مليون، ويقول هانوتو أحد وزراء الخارجية السابقين بفرنسا إنه: «قد انبعثت شعبة منه في الصين فانتشر فيها انتشارا هائلا حتى ذهب بعضهم إلى القول بأن العشرين مليونا من المسلمين الموجودين في الصين لا يلبثون أن يصيروا مائة مليون؛ فيقوم الدعاء لله مقام الدعاء لساكياموني.»
ويعقب السيد توفيق البكري على هذا في رسالته عن مستقبل الإسلام فيقول: إن تاجرا بلوجيا جاء القاهرة في هذه الأيام، وكان قد ذهب إلى الصين مرارا «يؤكد القول بأن مسلمي الصين يبلغون ثمانين مليونا، وأن علماءهم يهزءون بقول الأوروبيين إنهم أربعون مليونا».
وقد تلقت الصحف الأوروبية برقية من الجماعة الإسلامية في الصين، أرسلتها أثناء حرب الصين واليابان، تقول فيها: إنها تتكلم بلسان خمسين مليونا من المسلمين.
فلا مبالغة - مع ملاحظة هذه الإحصاءات جميعا - في تقدير مسلمي الصين اليوم بنحو ستين مليونا، يضاف إليهم ثلاثون مليونا في التركستان وبخارى والقفجاق وغيرها من ولايات روسيا الآسيوية، ويضاف إليهم خمسة عشر مليونا في إيران وبلاد الأفغان، وثلاثون مليونا في بلاد العرب والعراق والشام وفلسطين وشرق الأردن وآسيا الصغرى، وبضعة ملايين في الجزر التابعة لإنجلترا والولايات المتحدة، فلا يقل عدد المسلمين الآسيويين عن ثلاثمائة مليون، وإن قل فهو بين مائتين وخمسين وثلاثمائة من الملايين.
Page inconnue