196

La réforme des mosquées

إصلاح المساجد

Maison d'édition

المكتب الإسلامي

Numéro d'édition

الطبقة الخامسة ١٤٠٣هـ

Année de publication

١٩٨٣م

الفصل الثالث: في مزارات ما حول المدينة المنورة قال شيخ الإسلام أيضًا عليه الرحمة في التفسير المنوه به بعد ما تقدم: ولهذا لم يستحب علماء السلف من أهل المدينة وغيرها قصد شيء من المساجد والمزارات التي بالمدينة وما حولها بعد مسجد النبي ﷺ إلا مسجد قباء؛ لأن النبي ﷺ لم يقصد مسجدًا بعينه يذهب إليه هو. وقد كان بالمدينة مساجد كثيرة لكل قبيلة من الأنصار مسجد لكن ليس في قصده دون أمثاله فضيلة بخلاف مسجد قباء فإنه أول مسجد بني في المدينة على الإطلاق وقد قصده الرسول بالذهاب إليه وصح عنه ﷺ أنه قال: "من توضأ في بيته ثم أتى مسجد قباء لا يريد إلا الصلاة فيه كان كعمرة" ١ ومع هذا فلا يسافر إليه لكن إذا كان الإنسان بالمدينة أتاه ولا يقصد إنشاء السفر إليه بل يقصد إنشاء السفر إلى المساجد الثلاثة لحديث: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ... " إلخ٢ ويستحب زيارة قبور البقيع وشهداء أحد للدعاء لهم والاستغفار؛ لأن النبي ﷺ كان يقصد ذلك مع أن هذا مشروع لجميع موتى المسلمين كما يستحب السلام عليهم والدعاء لهم والاستغفار. وزيارة القبور بهذا القصد مستحبة وسواء في ذلك قبور الأنبياء والصالحين وغيرهم. وكان عبد الله بن عمر إذا دخل المسجد يقول: السلام عليك يا

١ قلت: وصححه الحاكم والذهبي وهو كما قالا كما في "تخريج الترغيب" "٢: ١٣٩". ٢ تقدم قبل حديث.

1 / 198