أهل مكة (١) وأهل الحجاز والأعراب. وكنت يومًا بمكة عند رجُل من الباعة، فوقَفَ عليه أعرابي فقال له: أعْطِنِي ثُفّاء (٢)، فأخْرَجَ له حُرْفًا (٣) من غير أنْ يسأله عمّا طَلَب.
* * *
٢٠ - وقال أبو عبيد (٤) في حديث النَّبي ﷺ: "أتَيْنَا على جُدْجُد مُتَدمّن".
وقال أبو عبيد: الجُدْجُد لا يُعْرَف. إنَّما المعروف. الجُدّ، وهي البئر الجيّدة المَوْضع من الكَلاء. هذا قول أبي عبيد (٥).
قال أبو محمَّد: بَلَغَنِي عن اليَزيدي (٦)، أنَّه قال: الجُدْجُد (٧): البئر الكثيرة الماء.
* * *
_________
(١) ظ، عند أهل الحجاز وأهل مكة.
(٢) الثفاء (بضم الثاء المنقوطة بثلاث من فوق): الخردل، اللسان (ث/ ف/أ).
(٣) الحرف (بضم الحاء المهملة)، حب الرشاد.
(٤) غريب الحديث ٤/ ٤٩٤ وفيه: "فوردنا على جدجد ... ". والنهاية ١/ ٢٤٤، والفائق ١/ ١٩٩.
(٥) نقلًا عن الأصمعي، وهو في: النهاية.
(٦) اليزيدي، أبو محمد يحيى بن المبارك، المتوفى سنة ٢٠٢ هـ، وهو جد آل اليزيدي. وهو صاحب لغة ونوادر ... ينظر: معجم الادباء ٧/ ٢٨٩، مرآة الجنان ٢/ ٣، الأغاني ١٨/ ٧٢، الأنساب (ق/ ٥٩٩).
(٧) ينظر: اللسان (ج/ د/ د)، والفائق ١/ ١٧٩.
أقول: ولم يفسر ابن قتيبة: المتدمن، وهو الماء الذي سقطت فيه دمن الإِبل والغنم. غريب الحديث ٤/ ٤٩٤. والجدجد أيضًا: دويبة تصر بالليل في الصيف. فيه شبه بالجراد. ينظر: غريب ابن قتيبة ٣/ ٦٦٢.
1 / 88