قال: والدليل على ذلك إني أرى لقولي «الله» فضل مزية على «إله» وأني اعقل به ما لا اعقل بقوله «إله».
قال أبو إسحاق الزجاج: حدثني المبرد عن أبي عثمان المازني قال: ساءلني الرياشي فقال لي: ما أنكرت أن يكون أصل قولنا الله «الإله» فحذفت الهمزة وأدغمت اللام الأولى في الثانية كما أجزت في الناس أن يكون تخفيف الأناس ثم أدغم؟.
قال: فقلت له: من قبل إن الناس على معنى الاناس، وكذلك كل شيء خفف من الهمزة فهو على معناه محققًا. وأنت إذا قلت الإله فلم تعلم الله ﷻ على معنى إله. فلو كان الله مخففًا من إله لبقي على معناه.
وذكر قطرب وغيره من أصحاب العربية: إن هذا الاسم لكثرة دوره في الكلام واستعماله قد كثرت فيه اللغات. فمن العرب من يقول: «والله لا أفعل»، ومنهم من يقول: «لاه لا أفعل»، ومنهم من يقول: «والله» بإسكان الهاء وترك تفخيم اللام.
وأنشد:
أقبل سيل جاء من أمر الله ... يحرد حرد الجنة المغلة
1 / 29