L'Ishtiqaq
كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة
Genres
العتاق : قال ثعلب : يقال : أعتقت الغلام ، فهو معتق ، وعتق هو ، ويقال أعتق فلان رقبة ، وعليه عتق رقبة ، وخصت الرقبة بذلك ؛ لأنها تملك الجسد كله ، ويقال : سمي بذلك لأنه ملك المولى للعبد كالحبل في رقبته ، فإذا أعتقه فكأنه قد حل الحبل من رقبته ، وقالوا : معنى أعتقه جعله عتيقا ، والعتيق الكريم ، فكأن العبد ليس بكريم ، فإذا صار حرا صار كريما ، والعتيق من كل شيء الكريم ، يقال : فرس عتيق أي كريم ، والحر الكريم أيضا عند العرب 0 الحد والرجم والجلد والخسف : الحد أن يضرب الرجل والمرأة إذا زنيا ، يقال حد الرجل ، فهو محدود إذا أقيم عليه الحد ، وإنما سمي حدا لأنه شيء قد حده الله ، فأمر عباده أن لا يتعدوه ، فإذا تعداه العبد ، فقد أتى حدا من حدود الله ، ويجوز أن يكون سمي حدا ؛ لأنه قد بين ، كما حد في الزاني إذا لم يكن محصنا مائة سوط ، وفي القاذف ثمانين ، فسمي حدا لذلك ، والجلد سمي بذلك ، لأنه يكشف عن بدنه ، فيجلد ، أي يضرب على / جلده ، والرجم مأخوذ من الحجارة ، والرجم 116أ الرمي بالحجارة ، والرجام الحجارة ، واحدها رجمة ، ورجم ورجام ، وهي حجارة يجمع بعضها إلى بعض ، فكأن رجم المحصن إذا زنا هو الضرب بالحجارة 0
والخسف : شدة السير ، والخسف أن تقلب الأرض حتى يصير أعلاها أسفلها ، والخسف البئر التي قد كسر حبلها حتى صار إلى ماء لا ينزح ، فقيل لها : بئر خسيف ، لأنه لا يرى قعرها ، وقيل : لشدة السير خسف ؛ لأنه يسترخي لا يرى 0
الصرف والعدل والوسط والعفو : العفو في كلام العرب الابتداء والدفعة الأولى ، يقال : أعطاني عفوا صفوا من غير مسألة ، بل ابتدأ منه ، وعفا إذا كثر ، فكأن العفو هو السعة ، والتفضل ، والتبرع من غير إلحاح ، ويقال : خذ العفو : أي الطاقة ، وقيل : آخر الوقت عفو الله ، أي سعة منه ، ورخصة ، والعفو من العباد تفضل وابتداء من بعض على بعض ، ويقع العفو أيضا على المذنب في أول ذنبه ، ولذلك سمي عفوا ؛ لأنه الذنب الأول ، الذي يستوجب التفضل عليه ، والصفح عنه / فإذا عاد عوقب ، فلذلك سمي عفوا 0 ... ... ... ... ... 116 ب ...
Page 243