72

Signes de Miracle dans les Lieux de Concision

إشارات الإعجاز

Chercheur

إحسان قاسم الصالحي

Maison d'édition

شركة سوزلر للنشر

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

٢٠٠٢

Lieu d'édition

القاهرة

Genres

ان قلت: ان القرآن من الضروريات وقد اُختلف في معانيه؟ قيل لك: ان في كل كلام من القرآن ثلاث قضايا: احداها: "هذا كلام الله". والثانية: "معناه المراد حق"؛ وانكار كلٍّ من هاتين كفر. والثالثة: "معناه المراد هذا"؛ فان كان مُحْكَمًا أو مفسرًا فالايمان به واجب بعد الاطلاع، والانكار كفر. وان كان ظاهرًا، او نصًا يحتمل معنى آخر، فالانكار بناء على التأويل - دون التشهّي - ليس بكفر ١. ومثل الآية الحديث المتواتر؛ الا ان في انكار القضية الاولى من الحديث تأملا. ٢ ان قلت: الكفر جهل وفي التنزيل (يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ اَبْنَاءهُمْ) ٣ فما التوفيق؟ قيل لك: ان الكفر قسمان: جهليّ ينكِر لأنه لا يعلم. والثاني جحودي تمردي يعرف لكن لايقبل، يتيقّن لكن لايعتقد، يصدِّق لكن لايذعن وجدانُه. فتأمل!.. ان قلت: هل في قلب الشيطان معرفة؟ قيل لك: لا، اذ بحكم صنعته الفطرية يشتغل قلبُه دائما بالاضلال ويتصور عقلُه دائمًا الكفر للتلقين فلا ينقطع هذا الشغل، ولا يزول ذلك التصور عن عقله حتى تتمكن فيه المعرفة. - ان قلت: الكفر صفة القلب فكيف كان شدّ الزُنّار - وقد قيس عليه "الشَّوْقَة" ٤ - كفرًا؟ قيل لك: ان الشريعة تعتبر بالامارات على الامور الخفية حتى اقامت الاسباب الظاهرية ٥ مقام العلل. ففي شد الزُنَّار المانع بعضُ نوعه عن اتمام الركوع، وإلباس

١ واختلاف المفسرين ليس الاّ في هذا القسم (ت: ٧٣) ٢ اى ثبوت صحته وتواتره (ت: ٧٣) ٣ سورة البقرة: ١٤٦ ٤ القبعة. ٥ التى هى ليست عللًا (ت: ٧٤)

1 / 74