ثم يعتقدون أن الله تعالى عالم بعلم واحد قديم أزلي يتعلق بجميع المخلوقات فلا يخرج مخلوق عن عمله؛ لأنه لو لم يكن موصوفا بالعلم لكان موصوفا بضده وهو الجهل، ثم يكون الجهل صفة له قديمة، والقديم يستحيل عدمه، فلا يكون أبدا عالما، وذلك نقص، والرب عز وجل موصوف بصفات الكمال لا بصفات النقص «1»؛ قال الله عز وجل: والله بكل شيء عليم (الحجرات: من الآية 16)، وقال تعالى: أنزله بعلمه (النساء: من الآية 166).
صفة القدرة
ثم يعتقدون أن الله عز وجل قادر بقدرة واحدة قديمة أزلية تتعلق بجميع المقدورات، فلا يخرج مقدور عن مقدوراته، لأن ضد القدرة العجز فلو لم يكن في الأزل موصوفا بالقدرة لكان موصوفا بضدها وهو العجز، ثم يكون العجز صفة له قديمة، والقديم يستحيل عدمه كما ذكرنا في العلم فلا يكون أبدا قادرا، وذلك آفة، والرب عز وجل منزه عن الآفات. قال الله عز وجل: والله على كل شيء قدير (آل عمران: من الآية 29). والكلام في إثبات جميع صفاته الذاتية كالكلام فيما ذكرناه من إثبات العلم والقدرة.
صفة الإرادة
ثم يعتقدون أن الله عز وجل مريد بإرادة قديمة أزلية، فجميع ما يجري في العالم من خير أو شر أو نفع أو ضر أو سقم أو صحة أو طاعة أو معصية فبإرادته وقضائه، لاستحالة أن يجري في ملكه ما لم يرده؛ لأن ذلك يؤدي إلى نقصه وعجزه. قال الله تعالى فعال لما يريد (البروج: 16) وقال تعالى فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا (الأنعام: من الآية 125).
Page 376