ومنها: مُلْكُ بني أمية؛ يزيد بن معاوية ومن بعده:
المشتمل على الفتن العظام؛ كقطع الليل المظلم:
عن عمران بن حصين ﵁ قال: أَبغضُ الناس إلى رسول الله ﷺ بنو أمية، وثقيف، وبنو حنيفة.
وعن أبي ذر ﵁ مرفوعا: "إذا بلغت بنو أمية أربعين رجلًا اتخذوا عباد الله خَولًا، ومال الله نِحَلًا، وكتاب الله دَغَلًا".
وفي رواية: "ومال الله نِحَلًا، وكتاب الله نفلًا".
وفي رواية: "إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلًا اتخذوا دين الله دخلًا". إلخ.
قال في "النهاية": الخَولُ: حَشَمُ الرجل وأتباعه، وأحدهم: خائلٌ، وقد يكون واحدًا ويقع على العبد والأمة. انتهى. وهذا الثاني هو المراد هنا.
وعن ابن الموهب؛ أنه كان عند معاوية ﵁ فدخل عليه مروان، فقال له: اقض حاجتي يا أمير المؤمنين، فوالله إن مؤُنتي لعظيمة، وإني أبو عشرة، وعم عشرة، وأخو عشرة.
فلما أدبر مروان، وابن عباس جالس مع معاوية على السرير فقال معاوية: يا بن عباس؛ أما تعلم أنَّ رسول الله ﷺ قال: "إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلًا اتخذوا مال الله بينهم دُوَلًا، وعباد الله خَولًا، وكتاب الله دَغلًا، فإذا بلغوا تسعة وتسعين وأربع مئة رجل كان هلاكهم أسرع من أكل أَوَّلِ تمرة"، فقال ابن عباس: اللهم؛ نعم.
وذكر مروان حاجةً له، فرد مروان عبد الملك إلى معاوية فكلمه فيها، فلما أدبر عبد الملك قال معاوية: يا بن عباس؛ أما تعلم أن رسول الله ﷺ ذكر هذا؟ فقال: "أبو الجبابرة الأربعة". فقال ابن عباس: اللهم؛ نعم. رواه البيهقي.
وعن عليّ كرّم الله وجهه قال: لكل أمة آفة، وآفة هذه الأمة بنو أمية.
1 / 60