المبحث الثالث: مولده ونشأته ووفاته
ولد في اليوم السابع من شهر رمضان سنة (٣٧٢) هـ، ولم تذكر لنا مصادر ترجمته البلد الذي ولد فيه، أو تتعرض لنشأته من مولده حتى رحيله إلى مصر، أو تحفظ لنا شيئا يذكر عن حياته الخاصة.
ولكن يمكن القول - اعتمادا على بعض القرائن العامة التي توحي بها تعض مصادر ترجمته - إنه ولد في "هراة"إليها نسب، ونشأ في بيت علم وأدب، إذ كان أبوه من العلماء البارزين، فتلقى على يديه تعليمه المبكر، وبعد بلوغه سن الطلب أخذ يختلف إلى حلقات العلماء، وخاصة علماء اللغة، فأخذ عن أبي عبيد الهروي، وأبي أسامة الهروي، وكلاهما من موطنه هراة، ومن تلاميذ أبي منصور الأزهري أشهر علماء هراة (^١).
وذكر القفطي أن أباه من أهل هراة، وأنه قدم مصر واستوطنها (^٢)، وذكر المقريزي والسيوطي في ترجمة أبي سهل أنه نزيل مصر (^٣).
ولا توجد أسباب مذكورة توضح سبب رحيلهما إلى مصر، ويظهر أن الحال السياسية في هراة وبلاد خراسان ما كانت تغري العلماء - آنذاك - بالبقاء فيها، فهذا أبو أسامة جنادة بن محمد الهروي شيخ أبي سهل يغادر أيضا هراة إلى مصر في وقت قريب من مغادرة أبي سهل إليها.
_________
(^١) ينظر: ص ٨٣ من هذا الكتاب.
(^٢) إنباه الرواة ٢/ ٣١١.
(^٣) المقفى ٦/ ٣٥٥، وبغية الوعاة ١/ ١٩٠.
1 / 75