للشداة ". وهذا المنهج الذي سلكه في تأليف الصحاح هو ترتيبه "على حروف المعجم، واعتبار آخر حرف في الكلمة بدلا من الأول، وجعله الباب للحرف الأخير، والفصل للأول " (^١). وذلك بعد تجريد الكلمة من الزوائد.
ويذكر آدم متز أن كل المعاجم التي عملت بعد الجوهري هي أشبه بتوسيع وشرح لمعجمه، وبهذا المعجم ينتهي عهد قديم، ويبدأ عهد جديد بقي أثره قرونا متطاولة (^٢).
وخلال هذا العصر ظهرت "دراسة جدية للاشتقاق اللغوي، وبقيت عصرا طويلا، وكان أستاذ هذه الدراسة ابن جني الموصلي (ت- (٣٩٢) هـ) … وهو الذي ينسب إليه ابتداع مبحث جديد في علم اللغة، وهو المسمى بالاشتقاق الأكبر … ولم يكن لعلماء اللغة من العرب إنتاج أعظم من هذا "على حد تعبير آدم متز أيضا (^٣).
ومن الأعلام الذين ظهروا في هذا العصر أيضا فأثروا العربية بآثارهم اللغوية والأدبية: أبو سعيد السيرافي أشهر شراح كتاب سيبويه (ت- (٣٦٨) هـ)، وابن خالويه (ت- (٣٧٠) هـ) صاحب كتاب ليس في كلام العرب، والحجة في القراءات السبع، والحسن بن بشر الآمدي
_________
(^١) مقدمة الصحاح ١١٩ - ١٢٠.
(^٢) الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ١/ ٤٣٧.
(^٣) المصدر السابق ١/ ٤٣٧، وينظر: الخصائص ٢/ ١٣٣.
1 / 72