ونسب إلى هذه الحواضر، وغيرها علماء كثيرون، مفسرون، ومحدثون، وفقهاء، ولغويون، ونحاة، وأدباء، وغيرهم.
وقد كثر ارتحال العلماء والدباء وتنقلهم في هذه الحواضر، وكان السفر في طلب العلم مفخرة والقعود عنه معرة. وهذا أبو علي الفارسي (ت- (٣٧٧) هـ) يرحل إلى بلاد كثيرة: شيراز، والبصرة، وبغداد، وحلب، وعسكر مكرم، وهيث، فكان من أثر ذلك مسائله: الشيرازيات: والبصريات، والبغداديات، والحلبيات، والهيثيات (^١).
١ - التنافس الشديد بين الفرق الدينية والمذهبية، ساعد على إشعال جدوة الحركة العلمية، لما يستدعيه ذلك التنافس من الاستعانة بأنواع من العلوم كاللغة والنحو والمنطق والفلسفة وغير ذلك (^٢).
انتشار دور العلم والتعليم من مساجد ومدارس ومكتبات على مثال بيت الحكمة الذي أنشأه الخليفة المأمون في العصر العباسي الأول، وكان يشتمل على مكتبة ومجمع علمي، ومكتب ترجمة. وفي سنة (٣٨٣) هـ أسس أبو نصر سابور بن أردشير وزير بني بويه دارا للعلم في الكرخ غربي بغداد وأوقفها على الفقهاء، وجعل فيها أكثر من
_________
(^١) أبو علي الفارسي ٤٢.
(^٢) الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ١/ ٣٥١ - ٣٥٢، وتاريخ الدولة الفاطمية ٤٢١.
1 / 65