L'illumination sur la lampe
الإصباح على المصباح
Genres
أما الأصل الرابع: وهو أن ذلك معنى الإمامة: فالذي يدل على ذلك أنه لا فرق في عرف الشرع بين الإمامة والخلافة.
(فثبت ذلك لعلي -عليه السلام-) أي كونه خليفة رسول الله (ودل على أنه الإمام بعد رسول الله بلا فصل).
تنبيه: اعلم: أن هذه النصوص الثلاثة هي التي يعتمدها أهل البيت -عليهم السلام- لظهورها ولتأديتها إلى العلم، فأما ما يوصل إلى الظن من النصوص فهي كثيرة، كحديث الطائر وهو ما رواه أنس بن مالك قال: أهدي لرسول الله طائر مشوي فقال: ((اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء علي -عليه السلام- فدق الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: أنا علي، فقلت: إن النبي على حاجة، حتى فعل ذلك ثلاثا، فجاء الرابعة فضرب الباب برجله فدخل، فقال له النبي: ما حبسك؟ فقال: قد جئت ثلاث مرات، فقال لأنس: ما حملك على ذلك؟ قال: كنت أحب أن يكون رجلا من قومي)) وفي رواية أن النبي لما سمع صوت علي قال: ((وإلي)) أي وكما أنه أحب خلق الله إليه فهو أحبهم إلي، وأنه لما اعتذر أنس بذلك قال: إن الرجل ليحب قومه. قال الإمام عزالدين: واعلم أن هذا الخبر من أجل الفضائل وأبلغها، وأدلها على فضل علي -عليه السلام-.
وقال الفقيه حميد: لأنه -عليه السلام- لا يكون أحبهم عند الله إلا وهو أكثرهم ثوابا وأكرمهم عنده تعالى، وهو عندهم خبر صحيح مشهور، وممن أخرجه الترمذي في جامعه، قال في كتاب (العواصم): ولقد صنف الحافظ العلامة محمد بن جرير الطبري كتابا في طريق حديث الطير في فضائل علي -عليه السلام- لما سمع رجلا يقول: إنه ضعيف.
قال الذهبي: وقفت على هذا الكتاب فاندهشت لكثرة ما فيه من الطرق.
Page 128