42

إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل

إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل

Maison d'édition

المكتب الإسلامي

Numéro d'édition

الثانية ١٤٠٥ هـ

Année de publication

١٩٨٥م

Lieu d'édition

بيروت

Genres

وقال الدارقطنى: " هذا إسناد صحيح "، وأقره البيهقى.
وفيه نظر من وجهين:
الأول: أن على بن غراب، مختلف فيه، ثم هو مدلس، وقد عنعنه.
قال الحافظ فى " التقريب ": " صدوق، وكان يدلس ويتشيع، وأفرط ابن حبان فى تضعيفه ".
والآخر: هشام بن سعد - وإن أخرج له مسلم - فهو مختلف فيه أيضا، لكن قال فى " التقريب ": " صدوق له أوهام ".
قلت: فهو حسن الحديث على أحسن الأحوال، وقد توبعا فقال ابن أبى شيبة فى " المصنف " (١/٣/١): حدثنا وكيع عن هشام بن سعد ... به.
قلت: فهذا على شرط مسلم.
وروى البيهقى فى كتابه " معرفة السنن والآثار " (١/٦٤) من طريق الإمام الشافعى قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد عن زيد بن أسلم به نحوه.
قلت: وإبراهيم هذا وهو ابن محمد بن أبى يحيى الأسلمى متروك متهم عند أكثر العلماء، وإن احتج به الشافعى، فقد خفى عليه حاله، كما بينه ابن أبى حاتم فى " مناقب الشافعى "، وتكلف ابن عدى والبيهقى وغيرهما فحاولا تمشية حاله!
وقد حكى الحافظ فى " التلخيص " (ص ٧) أقوال الأئمة الجارحين،وفيهم من قال: كان يضع الحديث. ومنهم من قال: لم يخرج الشافعى عن إبراهيم حديثا فى فرض إنما جعله شاهدا، فرده الحافظ بقوله: " قلت: وفى هذا نظر، والظاهر من حال الشافعى أنه كان يحتج به مطلقا، وكم من أصل أصله الشافعى لا يوجد إلا من رواية إبراهيم. وقال محمد بن سحنون: لا أعلم بين الأئمة اختلافا فى إبطال الحجة به، وفى الجملة فإن الشافعى لم يثبت عنده الجرح فيه فلذلك اعتمده، والله أعلم ".
قلت: ولذلك قال الحافظ فى ترجمته من " التقريب ": " متروك ". وكذا قال الذهبى فى " الضعفاء " وزاد: " عند الجمهور ". وقال أبو داود: " كان قدريا

1 / 49