مُحَمَّدًا ﷺ وَهَذَا مَعْلُوم لكل أحد لَا يُخَالف فِيهِ مُخَالف وَلَا يُنكره مُنكر
وَمن البشارات مَا فِي كتاب نبوة دانيال النَّبِي فَإِنَّهُ صرح فِيهَا باسم النَّبِي ﷺ بِمثل مَا تقدم فِي نبوة حبقوق فَقَالَ ستنزع فِي مسيك إعراقا وترتوي السِّهَام بِأَمْرك يَا مُحَمَّد ارتواء انْتهى
وَفِي مَوضِع آخر من كِتَابه هَذَا التَّصْرِيح ببعثة نَبينَا ﷺ فَقَالَ بعد ذكر التبشير بالمسيح مَا لَفظه حَتَّى أبْعث نَبِي بني إِسْمَاعِيل الَّذِي بشرت بِهِ هَاجر وَأرْسلت إِلَيْهَا مَلَائِكَة فبشروها فَأوحى إِلَى ذَلِك النَّبِي وأعلمه السَّمَاء وأزينه بالتقوى وَأَجْعَل الْبر شعاره وَالتَّقوى جهده والصدق قَوْله وَالْوَفَاء طَبِيعَته وَالْقَصْد سيرته والرشد سنته بِكِتَاب مُصدق لما بَين يَدَيْهِ من الْكتب وناسخ لبَعض مَا فِيهَا أسرِي بِهِ إِلَيّ وأرقيه من سَمَاء إِلَى سَمَاء حَتَّى يَعْلُو فأدنيه وَأسلم عَلَيْهِ وأوحي إِلَيْهِ ثمَّ أرده إِلَى عبَادي بالسرور وَالْغِبْطَة حَافِظًا لما استودع صادعا بِمَا أَمر
يَدْعُو إِلَى توحيدي باللين من القَوْل وَالْمَوْعِظَة الْحَسَنَة لَا فظ وَلَا غليظ وَلَا صخاب فِي الْأَسْوَاق رؤوف بِمن وَالَاهُ رَحِيم بِمن آمن بِهِ حَتَّى على من عَادَاهُ انْتهى
وَلَا ريب أَن هَذِه صِفَات نَبينَا ﷺ وَأَنه لم يبْعَث الله نَبيا من بني إِسْمَاعِيل سواهُ
وَمثل هَذِه الصِّفَات مَا فِي حَدِيث عبد الله بن عَمْرو عِنْد البُخَارِيّ وَغَيره أَنه قيل لَهُ أخبرنَا بِبَعْض صفة رَسُول الله ﷺ فِي التَّوْرَاة قَالَ إِنَّه لموصوف فِي التَّوْرَاة بِبَعْض صفته فِي الْقُرْآن يَا أَيهَا النَّبِي إِنَّا أَرْسَلْنَاك شَاهدا وَمُبشرا وَنَذِيرا وحرزا للأميين أَنْت عَبدِي ورسولي سميتك المتَوَكل لست بِفَظٍّ وَلَا غليظ وَلَا صخاب بالأسواق
1 / 31