Guide des critiques pour la facilitation de la délibération

Muhammad ibn Ismail al-Amir as-San'ani d. 1182 AH
153

Guide des critiques pour la facilitation de la délibération

إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد

Chercheur

صلاح الدين مقبول أحمد

Maison d'édition

الدار السلفية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٥

Lieu d'édition

الكويت

كمل عقول الْعباد ورزقهم فهم كَلَامه وَمَا أَرَادَ وَفهم رَسُول الله ﷺ وَحفظ تَعَالَى كِتَابه وَسنة رَسُوله إِلَى يَوْم التناد بِأَن كثيرا من الْآيَات القرآنية وَالْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة لَا يحْتَاج فِي مَعْنَاهَا إِلَى علم النَّحْو وَإِلَى علم الْأُصُول بل فِي الأفهام والطباع والعقول مَا سارع بِهِ إِلَى معرفَة المُرَاد مِنْهَا عِنْد قرعها الأسماع من دون نظر إِلَى شَيْء من تِلْكَ الْقَوَاعِد الْأُصُولِيَّة وَالْأُصُول النحوية فَإِن من قرع سَمعه قَوْله تَعَالَى ﴿وَمَا تقدمُوا لأنفسكم من خير تَجِدُوهُ عِنْد الله﴾ الْبَقَرَة ١١٠ يفهم مَعْنَاهُ من دون أَن يعرف أَن مَا كلمة شَرط وتقدموا مجزوم بهَا لِأَنَّهُ شَرطهَا وتجدوه مجزوم بهَا لِأَنَّهُ جَزَاؤُهُ وَمثلهَا ﴿يَوْم تَجِد كل نفس مَا عملت من خير محضرا وَمَا عملت من سوء تود لَو أَن بَينهَا وَبَينه أمدا بَعيدا﴾ آل عمرَان ٣٠ وَمثلهَا ﴿إِن الله يَأْمر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان وإيتاء ذِي الْقُرْبَى وَينْهى عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر وَالْبَغي﴾ النَّحْل ٩٠ يفهم من الْكل مَا أُرِيد مِنْهَا من غير أَن يعرف أسرار الْعُلُوم الْعَرَبيَّة ودقائق الْقَوَاعِد الْأُصُولِيَّة وَلذَا ترى الْعَامَّة يستفتون الْعَالم ويفهمون كَلَامه وَجَوَابه وَهُوَ كَلَام غير مُعرب فِي الْأَغْلَب بل تراهم يسمعُونَ الْقُرْآن فيفهمون مَعْنَاهُ ويبكون لقوارعه وَمَا حواه وَلَا يعْرفُونَ إعرابا وَلَا غَيره مِمَّا سقناه بل رُبمَا كَانَ موقع مَا يسمعُونَ فِي قُلُوبهم أعظم من موقعه فِي قُلُوب من حقق قَوَاعِد الِاجْتِهَاد وَبلغ غَايَة الذكاء والانتقاد وَهَؤُلَاء الْعَامَّة يحْضرُون الْخطب فِي الْجمع والأعياد ويذوقون الْوَعْظ ويفهمونه ويفتت مِنْهُ الأكباد وتدمع مِنْهُ الْعُيُون ويدركون من ذَلِك مَا لَا يُدْرِكهُ الْعلمَاء الْمُحَقِّقُونَ ويسمعون أَحَادِيث التَّرْغِيب والترهيب فيكثر مِنْهُم الْبكاء والنحيب

1 / 159