Guide de l'ignorant vers le madhab des gens de la maison dans la compagnie du Prophète

Al-Shawkani d. 1250 AH
14

Guide de l'ignorant vers le madhab des gens de la maison dans la compagnie du Prophète

إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي

... وعلى الجملة : إنه إذا لم يقنع المتبع لآل البيت ما سقناه من إجماعاتهم ومذاهبهم ونصوصهم , فهو إما جاهل لا يفهم ما يخاطب به ولا يدري ما هو العلم , وإما مكابر قد أعمى التعصب بصر بصيرته , واستحوذ عليه شيطان , فقاده بزمام الغي والطغيان , إلى هذه المصيبة التي هي مهلكة الأديان , بإجماع حملة السنة والقرآن , وكلا الرجلين لا ينفعه التطويل والاستكثار , من نقل نصوص الأئمة , ومن صرائح الأدلة , فلنقتصر على هذا المقدار , فإن لم ينتفع به , لم ينتفع بأكثر به منه .

... فالعاقل المراعي لحفظ دينه , إذا لم يعمل بما ورد في الصحابة الراشدين من نصوص القرآن والسنة القاضية بأنهم أفضل من غيرهم من جميع الوجوه , وأن بين طبقتهم وطبقة من بعدهم من الأئمة كما بين السماء والأرض , فأقل الأحوال أن ينزلهم منزلة سائر المسلمين .

[ حرمة لعن المسلمين أحياءا وأمواتا ]

... وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - في الصحيح أن : ( قتال المسلم كفر ، وسبابه فسوق ) .

... وثبت عنه في الصحيحين أن : ( لعن المؤمن كقتله ) .

... وثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - في صحيح مسلم أنه : ( لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة ) .

... وفي سنن أبي داود : أنه قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إن العبد إذا لعن شيئا ، صعدت اللعنة إلى السماء ، فتغلق أبوابها دونها ، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ، ثم تأخذ يمينا وشمالا ، فإذا لم تجد مساغا ، رجعت إلى الذي لعن ، فإن كان أهلا لذلك ، وإلا رجعت إلى قائلها ) .

... وفي مسند أحمد وصحيح البخاري وسنن النسائي : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لا تسبوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ) .

... وفي حديث آخر رواه أحمد والنسائي : ( لا تسبوا أمواتنا ، فتأذوا أحياءنا ) .

Page 14