يا سائلي عن دليل الصدق في خبري ... شواهد الفضل لا تحتاج للحجج
فيمّم الركب وانزل روض ساحته ... واشمم شذا طيبه الفياح بالأرج
فمنصب المجد فيه حاز غايته ... وقد سعى نحوه بالصدق واللهج
وكوكب السعد مسعود بطلعته ... يلوح في ذروة الأفلاك بالبلج
ومن يقف بالحمى نودي بلغت مني ... هذا الغياث ففز بالبشر والفرج
فالله يحفظه من كل نازلة ... ممتعًا بسرور عنه لم يعج
ما نال كل المنى في مدحه حسن ... معطرًا من ثناه نفحة المُرُج
ثُمَّ إنه بعد تمام رمضان، قامت دواعي الأفراح من كلِّ زوجينِ اثنان، وذلك لختان جلالة السلطان مراد والسلطان عبد الحميد شبلي مولانا المعظم أمير المؤمنين السلطان عبد المجيد، وكان فراغ مواكب
الختان، ذوات العظمة والشأن، نهار الجمعة حادي وعشرين من شوال، سنة ثلاث وستين ومائتين وألف من هجرة محمَّد شمس الكمال.
ثم بعد الختان تكرر له الاجتماع بحضرة ذي العظمة والشأن، مولانا السلطان عبد المجيد خان، وعرضت عليه الدولة العلية إجراء معاش جزيل، فقال: لم يبق في العمر إلاَّ قليل.
ومن النَّوادر اللطيفة، والوقائع الظريفة، أني اجتمعت سنة ثمانين ومائتين وألف في مدينة غزة، بمفتيها حضرة الِإمام الفاضل، والعلَّامة الكامل، السيد محيي الدِّين أفندي الحُسيني، فكان من جملة المذاكرة أن
حكى لنا أنه بعد انفضاض موكب الختان شَرَّفَ حضرة تميمي أفندي مفتي مصر القاهرة إلى بلد الخليل، وكان طريقه على غزة، فنزل في دار محيي الدِّين أفندي المرقوم، فسأله عن سفره إلى الآستانة واجتماعه
1 / 11