94

Irshad

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

Genres

Soufisme

وتأمل رب الخورنق إذ أشرف يوما وللهدى تفكير

شاده مرمرا وجلله كل سا والطير في ذراه وكور

سره حاله وكثرة ما يملك والبحر معرض والسدير

فارعوى قلبه وقال فما لذة حي إلى الممات يصير

فهذا رجل قصر أمله، وذكر أجله ففاز بالرضاء والرضوان، ومجاورة الرحمن في غرف الجنان، والنعيم الذي لا يفنى، والملك الذي لا يبلى، ولا آفة أعظم من نسيان الموت والفناء، وتطويل الأمل في هذه الدنيا، فإن ذلك يورث الانخراط في سلك الذنوب، والتلطخ بأقذار العيوب.

وفي حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم (أكثروا من ذكر الموت، وكونوا من الله على حذر)(1) فمن كان يؤمل أن يعيش غدا يؤمل أن يعيش أبدا، ومن كان يؤمل أن يعيش أبدا يقسو قلبه، ورغب في الدنيا، وزهد فيما هدى ربه.

فنسأل الله تعالى التوفيق لاستشعار الموت، وحسن الاستعداد لحلول الفوت، ومنه التأييد والإعانة.

انفتاح باب الحسد

من أردأ الخلال وأخبثها وأسخفها، والاستقباح له شائع، والقلوب مع ذلك عليه مجبولة، والحسد أردأ من البخل، فإن الحاسد يبخل بنعم الله الفائضة على غيره، وصاحبه لا يزال في عناء وتعب ؛ لكثرة ما يراه من النعم المتجددة على نظرائه وأشكاله ومعارفه.

وقال بعضهم: لو كان أمر الحاسد إلي ما عاقبته بأكثر مما هو فيه، نفس دائم، وحزن لازم، والحاسد مهموم مهجور، والمحسود منعم منصور.

Page 97