فله الحمد على نعمائه وله الحمد على الحمد لها] (3) ولن يبلغ شكرك إلى أنهى النهآيات، وأقصى الغآيات إلا بالاعتراف للملك الديان بالإحسان، والإقرار له بكثرة الامتنان، والخضوع له في العبادة، والتذلل له في وجوه القربات، ولهذا قال بعض الخائفين وأصاب:
شكرك معقود بإيماني حكم في سري وإعلاني
عقد ضمير وفم ناطق ونقل أعضاء وأركاني
وهذا هو الذي عبر عنه الموحدون بالتكليف من الرب الرحيم الحكيم.
وعلى التحقيق أنه نتيج نعمتك، وموجب منفعتك، التي لولاها لخرجت عن سمتك على ما عرفتك، من أصول الأيادي التي هي في النعم مبادئ.
نعم ثم إن الرب عز وجل زادك بسبب نعمته الأولى عليك أعظم النعم وأعلاها، وأشرفها وأسناها بعد تلك الأصول، وما أوجبته من الفصول، وهو الثواب العظيم، والفضل الجسيم، في جنات النعيم، فكأنه كلما أنعم عليك نعمة التزم تعالى لأجلها أن يعطيك أضعافها وأضعاف أضعافها، فهذا غاية الكرم والجود، مع المجاهرة بالصدود، ولهذا شكره بعض المستبصرين المتأملين لتواتر النعم من رب العالمين فقال:
الهي لك الحمد الذي أنت أهله على نعم ما كنت منك لها أهلا
Page 11