وقال: (شر الأمور محدثاتها) (1) وقال أيضا:(من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا) (2) فأما لو استمعها ليدحضها ويطمسها فهذا معدود في قسم الطاعات، ولعله يأتي عليه البيان إن شاء الله تعالى.
الآفة الثانية: أن تصغي بها إلى الملاهي والمزامير، وأصوات العيدان التي حرم الله سمعها، فإن هذه المعصية من أعظم المعاصي وكبائر الذنوب، والمستمع بمنزلة الفاعل ؛ لأنه لا يطلب من ذلك إلا السماع، ويدخل في ذلك سماع كل لهو، نحو الإجتماع لسماع نشيد الشعر في الغزل والتشبيب والاشتغال به.
وقد روى عن النبي أنه قال: (إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم عن اللهو. قال: فيقوم ناس قليل، قال: فيقول الله سبحانه وتعالى للملائكة: أسمعوا هؤلاء حمدي وشكري ومجدي، وأخبروهم أنهم لا خوف عليهم ولاهم يحزنون).
Page 36