217

Irshad

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

Genres

Soufisme
المعرفة التاسعة: أنه تعالى واحد لا ثاني له في القدم، ولا

في الإلهية

وبيانه: أنه لا يشاركه مشارك في القدم والإلهية إلا وقد اختص بمثل صفاته الذاتية، ولو اختص بها معه آخر لكان على ما قدر عليه تعالى قادرا، فيمكن كل واحد منهما المعارضة والممانعة، ويجوز عليهما الاختلاف والمنازعة، وهذا التجويز يؤدي إلى تجويز اجتماع الأضداد، وضعف القديم عن المراد، وكل ذلك في غاية الفساد، قال تعالى:{وإلهكم اله واحد}(1) وقال:{لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}(2) وقال: {لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا}(3).

وسئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي الذنب أعظم ؟ قال:(أن تجعل لله ندا وهو خلقك).

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله).

المعرفة العاشرة: أنه تعالى لا يخرج في حالة من الحالات عن

صفة من هذه الصفات.

بل وجب اختصاصه دائما بالنفي منها والإثبات، ولم يمتنع عليه شي ء من المقدورات، ولا عزب عن علمه شي ء من المعلومات.

وبيانه: أنه تعالى لا فاعل له يجعله على هذه الصفات، ولا علة تؤثر فيها في حالة من الحالات، فإنه قد استغنى بقدمه عن فاعل وعلة، فكانت هذه الصفات واجبة لله تعالى، وإذا كانت هذه الصفات ثابتة له من غير مخصص لم تكن بالثبوت في حال أولى من حال، فلزم ثبوتها في جميع الأحوال، ولم يكن بأن يقدر على بعض المقدورات أولى من البعض الآخر، وكذلك علمه بالمعلومات.

وعلى هذا قال تعالى:{لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر}(4) وقال تعالى:{يعلم السر وأخفى}(5) وقال:{وهو على كل شي ء قدير}(6) وقال:{وهو بكل شي ء عليم}(7).

Page 221