وقال رجل للأحنف(1): لئن قلت واحدة لتسمعن مني عشرا فقال الأحنف: لكنك إن قلت عشرا لم تسمع مني واحدة.
وقال رجل لمالك بن دينار(2): يا مرائي. فقال مالك: يا هذا وجدت أسمى الذي أضلته أهل البصرة منذ سنين.
قيل للشعبي(3): فلان يكثر الوقيعة فيك. فقال:
هنيئا مريئا غير داء مخامر لعزة من أعراضنا ما استحلت
وقيل لسالم بن المبارك(4): إنك شيخ سوء. فقال: ما أراك بعدت.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (من لم تكن فيه ثلاث لم يجد طعم الإيمان: حلم يرد به جهل الجاهل، وورع يحجره عن المحارم، وخلق يداري به الناس)(5). شعرا:
لن يبلغ المجد أقوام وإن كرموا حتى يذلوا وإن عزوا لأقوام
ويشتموا فتري الأجفان مسفرة لا عفو ذل ولكن عفو أحلام
وعن الأحنف: "ما نازعني أحد إلا أخذت في أمري بإحدى ثلاث خصال: إن كان فوقي عرفت له قدره، وإن كان دوني أكرمت نفسي عنه، وإن كان مثلي تفضلت عليه".
Page 116