المَبْحَثُ الثَّانِي: فِي ذِكْرِ مَا وُصِفَ بهِ مِنْ أَخْلاقٍ عَالِيَةٍ، وَسَجَايَا سَامِيَةٍ
١ - عِبَادَتُهُ وَزُهْدُهُ وَوَرَعُهُ وَتَقْوَاهُ
قَالَ ابْنُ نُمَيْر الكُوْفِي: "غَلَبَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالوَرَعِ"! (^١).
وَقَالَ عُثْمَانُ ابْنُ أَبِي شَيْبَة الكُوْفِي: "أَمرُ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَعْظَمُ مِنْ ذَاكَ فِيْمَا يَقُوْلُوْن مِنَ البَصَرِ، والحِفْظِ، وَصِيَانِة النَّفْسَ، عَافَاهُ اللهُ"! (^٢).
وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ البَغْدَادِي: "عُرِضَ عَلَيْهِ الدُّنْيَا فَلَمْ يَقْبَل" (^٣).
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْم بْنِ مَنْصُور الشِّيْرَازِي: "كَانَ عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى غَايةٍ مِنَ الدِّيانَةِ، مَنْ يُضْربُ بِهِ المثَلُ فِي العِبَادَةِ، وَالزَّهَادَةِ" (^٤).
وَقَالَ ابْنُ حِبَّان فِي "الثِّقَات" (^٥): "كَانَ مِنْ أَهْلِ الوَرَع فِي الدِّين، مِمَّنْ حَفِظَ وَجَمَعَ، وتَفَقَّه، وصَنَّفَ، وَحَدَّثَ، وَأَظْهَرَ السُّنَّة فِي بَلَدِهِ، وَدَعَا إِلَيْهَا، وَذَبَّ عَنْ حَرِيْمِهَا، وَقَمَعَ مَنْ خَالَفَهَا".
وَقَالَ الخَطِّيْب البَغْدَادِي فِي "تَارِيْخ بَغْدَاد" (^٦): "كَانَ أَحَدَ المَوْصُوْفِين بالصِّدْقِ، والوَرَعِ، والزُّهْدِ، وَكَانَ فِي نِهَايَةِ الفَضْلِ، يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فِي الدِّيانةِ، وَالاجْتِهَادِ، والعِبَادةِ، والزَّهادةِ، والتَّقَلُّلِ".