167

La nécessité de la voie droite

اقتضاء الصراط المستقيم

Enquêteur

ناصر عبد الكريم العقل

Maison d'édition

دار عالم الكتب

Édition

السابعة

Année de publication

1419 AH

Lieu d'édition

بيروت

والصدقة، وقد نزلت عليك هذه الآية، (١) ولا نطيقها " قال رسول الله ﷺ: " أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين (٢) من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير "، فلما اقترأها القوم، وذلت (٣) بها ألسنتهم، أنزل (٤) الله تعالى في إثرها: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [البقرة: ٢٨٥] فلما فعلوا ذلك نسخها الله؛ فأنزل الله: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: ٢٨٦] قال: نعم ﴿رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا﴾ [البقرة: ٢٨٦] قال: نعم ﴿رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾ [البقرة: ٢٨٦] قال: نعم ﴿وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: ٢٨٦] قال: نعم» (٥) (٦) .
فحذرهم النبي ﷺ أن يتلقوا أمر الله بما تلقاه (٧) . أهل الكتابين (٨) وأمرهم بالسمع والطاعة؛ فشكر الله لهم ذلك، حتى رفع الله عنهم

(١) في (د ط): لا نطيقها.
(٢) أي اليهود والنصارى، والكتابان: التوراة، والإنجيل.
(٣) كذا في جميع النسخ ومسند أحمد، وفي مسلم: (ذلت)، دون واو العطف.
(٤) في مسلم: فأنزل.
(٥) (نعم): سقطت من (ط) .
(٦) الحديث في صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أنه ﷾ لم يكلف إلا ما يطاق، حديث رقم (١٢٥)، (١ / ١١٥، ١١٦)؛ وفي مسند أحمد (٢ / ٤١٢) .
(٧) في (أط): بما تلقاه به.
(٨) من هنا حتى قوله: من كان قبلنا (سطر ونصف تقريبا): سقط من (ط) .

1 / 178