La nécessité de la voie droite
اقتضاء الصراط المستقيم
Enquêteur
ناصر عبد الكريم العقل
Maison d'édition
دار عالم الكتب
Édition
السابعة
Année de publication
1419 AH
Lieu d'édition
بيروت
Genres
Croyances et sectes
وقال عن اليهود: ﴿وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ [المائدة: ٦٤] (١) .
وقد قال تعالى لنبيه ﵊: ﴿لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾ [الأنعام: ١٥٩] وذلك يقتضي تبرؤه منهم في جميع الأشياء.
ومن تابع غيره في بعض أموره فهو منه في ذلك الأمر؛ لأن قول القائل: أنا من هذا، وهذا مني - أي أنا من نوعه، وهو من نوعي - لأن الشخصين لا يتحدان إلا بالنوع، كما في قوله تعالى: ﴿بَعْضُكُمْ (٢) مِنْ بَعْضٍ﴾ [آل عمران: ١٩٥] (٣) وقوله ﵊ لعلي: «أنت مني وأنا منك» (٤) فقول القائل: لست من هذا في شيء، أي لست مشاركا له في شيء، بل أنا متبرئ من جميع أموره.
وإذا كان الله قد برأ (٥) الله رسوله ﷺ (٦) من جميع أمورهم؛ فمن كان متبعا للرسول ﷺ حقيقة كان متبرئا كتبرئه، ومن كان (٧) موافقا لهم كان مخالفا
(١) سورة المائدة: الآية ٦٤.
(٢) في (ج د ط): (بعضهم)، فيكون على هذا: قوله تعالى: (بعضهم من بعض)، سورة التوبة: من الآية ٦٧.
(٣) سورة آل عمران: الآية ١٩٥، وسورة النساء: الآية ٢٥.
(٤) هذا جزء من حديث رواه الترمذي عن البراء بن عازب، في كتاب المناقب - في مناقب علي ﵁، الباب (٢١)، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
انظر: سنن الترمذي (٥ / ٦٣٥)، حديث رقم (٣٧١٦) .
كما رواه البخاري في كتاب الصلح، الباب السادس، حديث رقم (٢٦٩٩)، (٥ / ٣٠٣، ٣٠٤) من فتح الباري، وكذلك أخرجه في كتاب المغازي، باب عمرة القضاء، حديث رقم (٤٢٥١)، وأحمد في المسند (٥ / ٢٠٤) في مسند أسامة بن زيد ﵁.
(٥) في (د): رسول الله.
(٦) في (ب): لم يذكر ﷺ.
(٧) في المطبوعة: كان متبرئا منهم كتبرئه ﵌ منهم.
1 / 176