L'adoption du chemin droit en opposition aux compagnons de l'Enfer

Ibn Taymiyya d. 728 AH
82

L'adoption du chemin droit en opposition aux compagnons de l'Enfer

اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم

Chercheur

ناصر عبد الكريم العقل

Maison d'édition

دار عالم الكتب،بيروت

Numéro d'édition

السابعة

Année de publication

١٤١٩هـ - ١٩٩٩م

Lieu d'édition

لبنان

لم يظهر لكثير من الخلق في ذلك مفسدة لأمور: منها: أن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسبا وتشاكلا بين المتشابهين، يقود (١) إلى موافقة ما (٢) في الأخلاق والأعمال، وهذا أمر محسوس؛ فإن اللابس ثياب أهل العلم يجد من نفسه نوع انضمام إليهم، واللابس لثياب (٣) الجند المقاتلة - مثلا - يجد من نفسه نوع (٤) تخلق بأخلاقهم، ويصير طبعه متقاضيا (٥) لذلك، إلا أن يمنعه (٦) مانع (٧) . ومنها: أن المخالفة في الهدي الظاهر توجب مباينة ومفارقة توجب الانقطاع عن موجبات الغضب وأسباب الضلال، والانعطاف على أهل الهدى والرضوان، وتحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين وأعدائه الخاسرين.

(١) في (ب): يعود. (٢) في المطبوعة: إلى الموافقة في الأخلاق. (٣) في (ب): ثياب. (٤) في (ب): قال: نوع انضمام إليهم تخلق بأخلاقهم. أي بزيادة: (انضمام إليهم) ولعله سهو من الناسخ. (٥) في (أ): مقاضيا. وفي المطبوعة: مقتضيا. والتقاضي والاقتضاء هما بمعنى الطلب والرغبة. (٦) في المطبوعة: إلا أن يمنعه من ذلك مانع. (٧) ما أشار إليه المؤلف ﵀ هنا من أن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسبا وتشاكلا بين المتشاركين، ذلك أمر يصدقه علم النفس وعلم الاجتماع اليوم، فضلا عما ورد به الكتاب والسنة، ويشهد به واقع الأمم والشعوب والأفراد؛ فإننا نجد المتفرنجين عندنا اليوم في لباسهم وكلامهم وتصرفاتهم لديهم ميول لسائر طباع الخواجات وسلوكهم، بل وأفكارهم وعقائدهم وتصوراتهم - في الغالب -، ونجد البعض يكن لهم ويظهر الإكبار، والتعظيم والإجلال، وربما احتقر نفسه وأمته ودينه وشعر بالصغار أمام الكافرين.

1 / 93