وهذا قد يبتلى (١) به طوائف من المنتسبين إلى العلم (٢) فإنهم تارة يكتمون العلم بخلا به، وكراهة لأن (٣) ينال غيرهم من الفضل ما نالوه، وتارة اعتياضا عنه (٤) برئاسة أو مال، فيخاف من إظهاره انتقاص رئاسته أو نقص ماله، وتارة يكون قد خالف غيره في مسألة، أو اعتزى (٥) إلى طائفة قد خولفت في مسألة، فيكتم من العلم ما فيه حجة لمخالفه وإن لم يتيقن أن مخالفه مبطل.
ولهذا قال عبد الرحمن بن مهدي (٦) وغيره: أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم.
وليس الغرض تفصيل ما يجب أو يحتسب (٧) في ذلك (٨) بل الغرض التنبيه على مجامع يتفطن اللبيب بها لما ينفعه الله به.
وقال تعالى: