Réveiller les ambitions élevées pour profiter des jours libres
إيقاظ أولي الهمم العالية إلى اغتنام الأيام الخالية
Genres
حتى زاد بعضهم الأعرابي في السوم على ثمن الفرس الذي ابتاعه به النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فنادى الأعرابي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن كنت مبتاعا هذا الفرس فابتعه وإلا بعته.
فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سمع نداء الأعرابي، فقال: «أو ليس قد ابتعته منك؟» قال الأعرابي، لا، والله ما بعتك.
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بلى قد ابتعته منك» فطفق الناس يلوذون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - والأعرابي، وهما يتراجعان، فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدا يشهد أني بايعتك.
فمن جاء من المسلمين قال للأعرابي: ويلك إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن ليقول إلا حقا.
حتى جاء خزيمة فاستمع لمراجعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومراجعة الأعرابي، وطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدا أني بايعتك.
فقال خزيمة: أنا أشهد أنك قد بايعته، فأقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - على خزيمة، فقال: «بم تشهد؟» قال: بتصديقك يا رسول الله، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - شهادة خزيمة شهادة رجلين.
وقد روي في بعض طرق هذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لخزيمة: «بم تشهد ولم تكن معنا؟» قال: يا رسول الله، أنا أصدقك بخبر السماء أفلا أصدقك بما تقول؟
قال الخطابي: ووجه هذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حكم على الأعرابي بعلمه إذ كان النبي - صلى الله عليه وسلم - صادقا بارا وجرت شهادة خزيمة في ذلك مجرى التوكيد؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - والاستظهار بها على خصمه.
فصارت في التقدير مع قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كشهادة رجلين في سائر القضايا رحمه الله .
قال الواقدي عن أشياخ له: إن شيبة بن عثمان كان يحدث عن إسلامه، فيقول: ما رأيت أعجب مما كنا فيه من لزوم ما مضى عليه آباؤنا من الضلالات.
فلما كان عام الفتح ودخل النبي - صلى الله عليه وسلم - عنوة، قلت: أسير مع قريش إلى هوازن بحنين فعسى إن اختلطوا أن أصيب من محمد غرة فأثار منه فأكون أنا الذي قمت بثأر قريش كلها، وأقول: ولو لم يبق من العرب والعجم أحد إلا اتبع محمدا ما اتبعته أبدا.
Page 188