29

Établissement de la preuve et de l'argument et clarification du chemin et de la méthode

إقامة الحجة والدليل وإيضاح المحجة والسبيل

Chercheur

عبد السلام بن برجس بن ناصر العبد الكريم

Maison d'édition

دار العاصمة

Numéro d'édition

١٤٠٩ هـ / ١٩٨٩ م

ذكرتْ عائشةُ كانوا يقولون: - إن طوافنا بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية، وقال آخرون من الأنصار: - إنما أمرنا الطواف بالبيت، ولم نؤمر بالطواف بين الصفا والمروة، فأنزل الله تعالى ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١٥٨] . قال أبو بكر بن عبد الرحمن: - فلعلها نزلت في هؤلاء وهؤلاء. ورواه البخاري من حديث مالك عن هشام عن عروة عن أبيه عن عائشة بنحو ما تقدم، ثم قال البخاري: حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عاصم بن سليمان قال سألت أنسًا عن الصفا والمروة. قال: - كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما جاء الإسلام أمسكنا عنهما، فأنزل الله ﷿ ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١٥٨] . وذكر القرطبي في تفسيره عن ابن عباس قال: - كانت الشياطين تفرق بين الصفا والمروة الليل كله، وكانت بينهما آلهة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله ﷺ عن الطواف بينهما. فنزلت هذه الآية. وقال الشعبي: - كان إساف على الصفا، وكانت نائلة على المروة، وكانوا يستلمونهما، فتحرَّجوا بعد الإسلام من الطواف بينهما. فنزلت هذه الآية. قلت: ذكر محمد بن إسحاق في كتاب "السيرة" أن إسافًا ونائلة كانا بشرين، فزينا داخل الكعبة، فمسخا حجرين، فنصبتهما قريش تجاه الكعبة ليعتبر بهما الناس، فلما طال عهدهما عبدا، ثم

1 / 34