Introduction au Coran : étude historique et analyse comparative

Muhammad ibn Abdullah Daraz d. 1377 AH
119

Introduction au Coran : étude historique et analyse comparative

مدخل إلى القرآن الكريم عرض تاريخي وتحليل مقارن

Maison d'édition

دار القلم

Numéro d'édition

الخامسة (مزيدة ومحققة)

Année de publication

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Lieu d'édition

الكويت

Genres

العرب يطمسون التوحيد الأولي تحت أركام من الخرافات والأساطير (^١). وأما الجانب الخلقي والاجتماعي فلم يكن أسعد من ذلك حالا، فوأد الأطفال (^٢)، والبغاء (^٣)، وزنا المحارم (^٤)، وابتزاز المهور وإرث نساء الأقارب كرها (^٥)، وظلم اليتامي (^٦)، والجشع وإهمال الفقراء وازدراء الضعفاء (^٧)، كان هو الطابع الغالب. بل ان المروءة العربية المشهورة كان القرآن يعتبرها عاطفة في غير موضعها، ملطخة بالرذيلة والفساد، إن لم تكن الفساد بعينه؛ فلم يكن الغرض منها سوى الإسراف والمباهاة (^٨). وباختصار كانت حياتهم حياة (الضلال المبين) (^٩)، وزمانهم زمن «الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى» (^١٠). ولقد كانوا يحتفظون في عاداتهم ببعض الآثار من ديانة إبراهيم واسماعيل ﵉ مثل الحج، ولكن هذه الآثار ذاتها، كانت تختلط بأخطاء وأوهام كثيرة (^١١).

(^١) انظر الفصل الأول من الجزء الثاني. (^٢) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام: ١٤٠]. (^٣) وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا [النور: ٣٣]. (^٤) وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلاّ ما قَدْ سَلَفَ ... حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ .. إلى آخرالآية [النساء: ٢٢ - ٢٣]. (^٥) لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ ... وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقًا غَلِيظًا [النساء: ١٩ - ٢١]. (^٦) وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ [النساء: ١٢٧]. (^٧) كَلاّ بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا [الفجر: ١٧ - ٢٠]. (^٨) وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ [النساء: ٣٨]. (^٩) وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الجمعة: ٢]. (^١٠) الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى [الأحزاب: ٣٣] إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ [الفتح: ٢٦]. (^١١) يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى [البقرة: ١٨٩] فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا [البقرة: ٢٠٠].

1 / 140