213

Introduction to Explaining the Book of Monotheism

التمهيد لشرح كتاب التوحيد

Maison d'édition

دار التوحيد

Édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م

Genres

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]
يملكها، وأن من يشفع إنما يشفع بإكرام الله له، وبإذنه - جل وعلا - له فكيف يتعلق المتعلق بهذا المخلوق، بل الواجب أن يتعلق بالذي يملك الشفاعة؛ وإذا كان من المتقرر شرعا أن شفاعة النبي ﷺ حاصلة يوم القيامة، فهل يصح طلبها منه؟ الجواب: أن طلبها إنما هو من الله - تعالى - فتقول في ذلك: اللهم شفع فينا نبيك؛ لأنه - تعالى - هو الذي يفتح، ويلهم النبي ﵊ أن يشفع في فلان وفي فلان، فيمن سألوا الله أن يشفع لهم النبي ﵊؛ ولهذا أعقبها الشيخ ﵀ بآية سبأ فقال: وقوله: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ﴾ [سبأ: ٢٢] [سبأ: ٢٢]، فهذه الآية اشتملت على أربع حالات:
الحالة الأولى: أن يدعوا الذين زعموهم من دون الله، وأن ينظروا هل يملكون مثقال ذرة في السماوات أو في الأرض؟ ! والجواب: كما قال جل وعلا: ﴿لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ﴾ [سبأ: ٢٢] فانتفى عنهم الملك الاستقلالي، وهذه هي الحالة الأولى.
والثانية: في قوله: ﴿وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ﴾ [سبأ: ٢٢] إذ نفى - هنا - أيضا: أن يكونوا شركاء لله في الملك، وفي تدبير السماوات والأرض، أو في ملك شيء منهما، فنفى أولا أن يملكوا استقلالا، ونفى ثانيا أن يملكوا شركة، ثم قال ﷿ بعدها: ﴿وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ﴾ [سبأ: ٢٢] والظهير: هو المعاون

1 / 217