463

Les victoires islamiques dans la révélation des suspicions du christianisme

الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية

Enquêteur

سالم بن محمد القرني

Maison d'édition

مكتبة العبيكان

Édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩هـ

Lieu d'édition

الرياض

فالبكاء والعذاب في هذا ليس بينهما ارتباط سببي، بل هو اتفاقي اتفق أن بكاءهم عليها صادف وقت تعذيبها. هذا على أن لحديث ابن عمر وجها صحيحا في التأويل، وهو أنه محمول على من وصى أن يناح عليه «١»، أو علم من أهله أنهم ينوحون عليه فلم ينههم، وكان ذلك عادة العرب، وزجرهم عليها «٢» بهذا، لأن النوح على الميت يدل على التسخط بقضاء الله- سبحانه- فيكون الميت والحالة هذه متسببا إلى إيقاعه بوصيته به وإقراره عليه، والعذاب يترتب على التسبب كما يترتب على المباشرة، وقد قررت هذا الحكم في القواعد «٣».
ومنها: حديث عائشة أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر فسألت عائشة النبي ﷺ عن عذاب القبر، فقال لهم: «عذاب القبر حق» قالت عائشة:
" فما رأيت النبي [ﷺ] «٤» بعد «٥» صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر" «٦».

(١) هذا قول الجمهور [انظر شرح صحيح مسلم للنووي ٦/ ٢٢٨، وإثبات عذاب القبر للبيهقي ص ٩١].
(٢) في (ش)، (م):" فزجرهم عنها بهذا".
(٣) هذه المسألة تحدث عنها الإمام النووي ﵀ في رياض الصالحين باب جواز البكاء على الميت بغير ندب ولا نياحة. وابن حجر ﵀ في فتح الباري ٣/ ١٥٢ وما بعدها. ولم أجد كتاب الطوفي لأعرف موضع هذه المسألة منه.
(٤) " ﷺ" ليست في النسخ الثلاث. وهي من ألفاظ الحديث في مظانه.
(٥) بعد: ساقطة من (أ).
(٦) أخرجه البخاري بألفاظ مختلفة في كتاب الكسوف، باب التعوذ من عذاب القبر، وباب صلاة الكسوف في المسجد، وفي كتاب الجنائز باب ما جاء في عذاب القبر ...، وفي كتاب الدعوات باب التعوذ من عذاب القبر، وأخرجه مسلم، في كتاب المساجد، باب استحباب التعوذ من عذاب القبر، من طرق بألفاظ مختلفة. وأخرجه النسائي في كتاب السهو، باب التعوذ في الصلاة. وأحمد في المسند (٦/ ١٧٤) ولفظ أحمد أقرب الألفاظ لهذا اللفظ الذي ذكر المؤلف.

1 / 477