174

Intisar

الأنتصار على علماء الأمصار - المجلد الأول حتى 197

وهو مشتمل على مسائل خمس:

المسألة الأولى: في لفظ الطهارة

وهي مصدر من قولهم: طهر الشيء يطهر، نحو كتب يكتب، وطهر يطهر، نحو شرف يشرف، طهارة.

والاسم: الطهر، وطهرت الشيء تطهيرا، وتطهرت بالماء تطهرا.

ومعناها: التنزه من الأدناس.

قال امرؤ القيس:

ثياب بني عوف طهارى نقية ... وأوجههم بيض المسافر غران(¬1)

وطهارى: جمع طاهر، على غير قياس كأنه جمع لطهران، نحو كسلان وكسالى، وحيران وحيارى(¬2)، والمسافر: جمع مسفر، وهو ما ظهر من الوجه.

والتفرقة بين المصدر والاسم، هو أنك إذا قلت: طهارة، فإنها مشعرة بالفعل، كأنك قلت: طهر الشيء طهارة، بخلاف قولك: الطهر، فإنه غير دال على الفعل ولا مشعر به، فهو في إطلاقه كإطلاق الرجل في عدم إشعاره بالفعل ودلالته عليه، فهذه هي التفرقة بين المصدر والاسم إذا أطلقه الفقهاء وأهل اللغة، وتحتها أسرار وفوائد لا يخفى حالها على الأذكياء.

Page 177