L'Intisar pour les gens de la tradition

Ibn Taymiyya d. 728 AH
81

L'Intisar pour les gens de la tradition

الانتصار لأهل الأثر = نقض المنطق - ط عالم الفوائد

Chercheur

عبد الرحمن بن حسن قائد

Maison d'édition

دار عطاءات العلم (الرياض)

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Lieu d'édition

دار ابن حزم (بيروت)

Genres

وتعظيمُ أئمَّة الأمة وعُمومها (^١) للسُّنة والحديث وأهله في الأصول والفروع من الأقوال والأعمال أكثرُ من أن يُذْكَر هنا. وتجدُ الإسلامَ والإيمانَ كلما ظهَر وقَوِيَ كانت السُّنةُ وأهلُها أظهرَ وأقوى، وإن ظهَر شيءٌ من الكفر والنفاق ظهَرت البدعُ بحسب ذلك، مثل دولة المهديِّ والرشيد ونحوهما ممَّن كان يعظِّمُ الإسلامَ والإيمان ويغزو أعداءه من الكفَّار والمنافقين، كان أهلُ السُّنة في تلك الأيام أقوى وأكثرَ وأهلُ البدع أذلَّ وأقلَّ؛ فإن المهديَّ قتل [من] المنافقين الزَّنادقة من لا يحصي عددَه إلا الله، والرشيدَ كان كثير الغَزو والحجِّ (^٢). وذلك أنه لما انتشرت (^٣) الدولةُ العباسية، وكان من أنصارها من أهل المشرق والأعاجم طوائفُ من الذين نعتهم النبيُّ ﷺ حيث قال: «الفتنةُ هاهنا» (^٤) = ظهر حينئذٍ كثيرٌ من البدع، وعُرِّبت أيضًا إذ ذاك طائفةٌ من كتب الأعاجم من المجوس الفُرس والصابئين الرُّوم والمشركين الهند، وكان المهديُّ من خيار خلفاء بني العباس، وأحسنهم إيمانًا وعدلًا وجُودًا، فصار (^٥)

(^١). (ط): «وعوامها»، وهو خطأ. (^٢) انظر: «منهاج السنة» (٨/ ٢٤٠). (^٣) امتدَّت. انظر: «المعجب في تاريخ المغرب» (١/ ٢٣)، و«تكملة المعاجم» لدوزي (١٠/ ٢٢١). (^٤) وأشار بيده نحو المشرق. أخرجه البخاري (٣٢٧٩) ومسلم (٢٩٠٥). وانظر: «بيان تلبيس الجهمية» (١/ ١٦، ١٧)، و«مجموع الفتاوى» (٤/ ٤٤٦). (^٥) الأصل: «صار».

1 / 32