L'Intisar pour les gens de la tradition

Ibn Taymiyya d. 728 AH
110

L'Intisar pour les gens de la tradition

الانتصار لأهل الأثر = نقض المنطق - ط عالم الفوائد

Chercheur

عبد الرحمن بن حسن قائد

Maison d'édition

دار عطاءات العلم (الرياض)

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Lieu d'édition

دار ابن حزم (بيروت)

Genres

كلَّ آدِبٍ يحبُّ أن تؤتى مأدبتُه، وإن مأدُبةَ الله هي القرآن» (^١)، وكما قال تعالى: ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ﴾ [الرعد: ١٧]. وفي «الصحيحين» (^٢) عن أبي موسى عن النبي ﷺ قال: «مَثَلُ ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمَثَل غيثٍ أصابَ أرضًا، وكانت منها طائفةٌ قَبِلَت الماءَ فأنبتَت الكلأَ والعُشْبَ الكثير، وكانت منها طائفةٌ أمسَكَت الماءَ فسقى الناسُ وزَرَعُوا، وكانت منها طائفةٌ إنما هي قِيعَانٌ لا تُمْسِك ماءً ولا تُنْبِت كَلَأً، فذلك مَثَلُ مَن فَقُهَ في دين الله ونفَعه ما بعثني الله به من الهدى والعلم، ومَثَلُ من لم يَرْفَع بذلك رأسًا ولم يَقْبَل هدى الله الذي أُرْسِلْتُ به». فضَرَبَ مَثَلَ الهدى والعلم الذي ينزلُ على القلوب بالماء الذي ينزلُ على الأرض، وكما أن لله ملائكةً موكَّلةً بالسَّحاب والمطر فله ملائكةٌ موكَّلةٌ بالهدى والعلم، هذا رزقُ القلوب وقُوتُها، وهذا رزقُ الأجساد وقُوتُها.

(^١) أخرجه أحمد في «الزهد» (٩٠٢) عن عبد الله بن مسعود ﵁ موقوفًا بإسناد فيه إرسال. ورواه ابن أبي شيبة (٣٠٦٣٠) والحاكم (١/ ٥٥٥) وغيرهما من حديث ابن مسعود مرفوعًا في سياقٍ طويل بإسنادٍ ضعيف، وروي موقوفًا عند عبد الرزاق (٦٠١٧) والدارمي (٣٣٥٨) وهو أشبه، وأشار إليه البيهقي في «الشعب» (١٧٨٦) وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (١/ ١٠٢). وأخرجه البيهقي في «الشعب» (١٨٥٧) من حديث سمرة بن جندب ﵁ بإسنادٍ شديد الضعف. انظر: «السلسلة الضعيفة» (٢٠٥٨). (^٢) صحيح البخاري (٧٩) ومسلم (٢٢٨٢).

1 / 61