7

كانت نظرة واحدة من فوق السور المتداعي صعبة بوجه عام حتى على أكثر الزوار تمالكا لأعصابه. لقد كان المطل من فوق السور لا يرى إلا هوة تنحدر إلى الأسفل لمسافة تتجاوز الميل، وكان القاع يتكون من صخور حادة وأشجار قصيرة بدت من بعيد - ومن وراء الغمام الأزرق - كشجيرات.

خاطب نفسه قائلا: «هذا هو المكان المناسب، وصباح الغد هو الموعد المناسب.»

خطط جون بودمان لجريمته ببرود وثبات وإصرار كتخطيطه لأي صفقة كان قد أبرمها في البورصة يوما. ولم تأخذه بضحيته الغافلة عما خطط لها أي رحمة. وقد حمله كرهه لها إلى مدى بعيد.

وفي صباح اليوم التالي، قال لزوجته بعد أن تناولا الإفطار: «سأتمشى وسط الجبال. أتودين مرافقتي؟»

أجابت باقتضاب: «نعم.»

قال: «حسنا، إذن، سأكون جاهزا للانطلاق في الساعة التاسعة.»

كررت كلامه قائلة: «سأكون جاهزة للانطلاق في الساعة التاسعة.»

وعند الوقت المحدد، خرجا من الفندق معا، وكانت خطته أن يعود إليه وحده بعد وقت قصير. لم يتحدث أحدهما إلى الآخر بكلمة واحدة في طريقهما إلى هانجنج أوتلوك. كان الطريق الذي يحيط بالجبال مستويا تقريبا؛ إذ لم يتجاوز ارتفاع بقعة هانجنج أوتلوك عن سطح البحر ارتفاع الفندق عنه بفارق كبير.

لم يكن جون بودمان قد وضع خطة محددة لما سيفعله عندما يصلان إلى المكان المقصود. قرر أن يدع ذلك للظروف. ومن حين إلى آخر كان يراوده هاجس مخيف بأنها قد تتمسك به وربما تأخذه معها إلى الهاوية. ووجد نفسه يتساءل ما إذا كانت تراودها هي أي هواجس عن المصير الذي ينتظرها، وكان أحد أسباب التزامه الصمت خشيته أن تظهر ارتعاشة في صوته فيثير هذا ريبتها. اعتزم أن يكون تصرفه حادا ومفاجئا بحيث لا تتمكن من إنقاذ نفسها ولا من سحبه معها. لم يساوره قلق من صراخها في هذه البقعة النائية. لم يكن لأحد أن يصل إلى تلك البقعة إلا من الفندق، ولم يغادر الفندق أحد هذا الصباح، ولم يخرج أحد حتى لمشاهدة النهر الجليدي، رغم أنها إحدى أكثر النزهات سهولة وجاذبية من هذا المكان.

ومن الغريب أنه عندما أصبحت هانجنج أوتلوك على مرأى منهما، توقفت السيدة بودمان وارتعدت. نظر إليها السيد بودمان بجانب عينيه، وتساءل مجددا عما إذا كان الشك قد تسرب إليها. لا يمكن لأحد أن يفقه الرسائل اللاشعورية المتبادلة بين عقلي شخصين يتمشيان معا.

Page inconnue